الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

لستُ أهلاً

نشرت من طرف : Unknown  |  في  6:10 م

:: لستُ أهلاً ::

كان موضوع درس السيرة هذا الأسبوع الأحداث من عام الحزن إلى ما قبل الإسراء والمعراج، وفيه ذكر الأذى الذي تعرض له النبي -صلى الله عليه وسلم- من كفار قريش بعد وفاة عمه أبي طالب؛ من إلقاء التراب على رأسه، ووضع سلا الجزور على ظهره وهو يصلي، ثم حادثة الطائف، وكيف كان ردهم عليه قاسيا، ثم إرسال السفهاء خلفه -صلى الله عليه وسلم- يقذفونه بالحجارة حتى جُرح عقباه

ثم تعرضت لذكر كيف أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنها لو كانت تساوي شيئا لما قدّر ذلك على حبيبه وخليله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو قدر الله -عز وجل- وسنته في خلقه

فجاءني بعد الدرس شيخ سبعيني قد ابيض شعره، فقال لي: "أيحدث كل هذا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو رسول الله؟! والله إن سماع هذا كالبرد على صدري يشفيه مما نحن فيه من بلاء"

ثم اغرورقت عيناه بالدمع وقال كلمة مزلزلة:
"ولكننا ضعفاء ضعفاء.. يا رب لسنا أهلا للبلاء فارفعه عنا!"

فعجبت من فقه الرجل الذي عركته السنون، كيف تمكّن فقه الابتلاء من قلبه وأن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، حتى نظر إلى البلاء بعين المآل لا الحال، فكأنه يرى جزاءه عين اليقين، فيعده منزلة شريفة لا يستحقها الضعيف!
ثم كيف أنه في دعائه ربه أن يرفع عنا البلاء يعلل ذلك بأننا لسنا أهلا له!

لقد حسبت ذلك اليوم أنني ألقيت درسا.. ولكن الحقيقة أنني تلقيت درسا، ودرسا بليغا!

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

back to top