الأحد، 31 مارس 2013

(أ/قـ) ــلم

نشرت من طرف : Unknown  |  في  5:50 م


رحلتي مع المنفلوطي
(4)
ـ(أ/قـ) ــلم..

كنت أدَّعي أن مَن يحسنون التعبير عن آلامهم وأحزانهم بألسنتهم لا يحسنون أن يعبِّروا عنها كتابةً، وكذا مَن يصبُّون همومهم وآلامهم عبر أقلامهم يعجزون عن التعبير عنها بألسنتهم –وأعُدُّ نفسي مِن هذا الفريق-..

وكأن لكلٍّ مِن تلك منافذ نصيبًا في التعبير عن الآلام، لا يزيد نصيبُ أيٍّ منها إلا على حساب الأخرى..

المنفلوطي.. الأمير الحزين البارع في وصف المشاعر الإنسانية بأرقِّ عبارة وأيسرها.. لم أتعجَّب كثيرًا عندما علمت أنه قد مات له طفلان في أسبوع واحد فسَكَن سكونًا لا تخالطه زفرة ولا تمازجه دمعة رغم شغفه الشديد بولديه وحُبِّه لهما!

وماتت زوجته بعد ذلك –وكانت أحب الناس إليه-، فجلس إلى أصدقائه يحادثهم ليلة وفاتها كأنما المرزوء بذلك الحادث شخص آخر!

لا تظنوا أن هذه قسوة..

أكاد أقسم أن قلبه كان يتمزق حزنًا وألمًا من علمي بقلبه الرقيق وأحاسيسه المرهفة؛ ولكنه كان يصبُّ هذا الألم من خلال قلمه..

لأنه –ربما- لم يكن يُحسن إلا أن يعبِّر عنه هكذا! 

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

Blog Archive

back to top