حُلم .. على شاطئٍ
(1)
منذ صغره .. يحب البحر ..
بانسياب موجه ..
وهديره الرقيق ..
البحر ..
بانعكاس أشعة الشمس على سطحه
وقت (الإشراق) ..
كحبات اللؤلؤ المتناثرة يراها ..
(2)
يحب البحر ..
بموجه اللطيف الذي يداعب قدميه
وهو على الشاطئ يقف ..
يحبه ..
ويشعر أن ذاك الحب مُتبادل ..
نعم .. البحر يحبُّه ..
أما تسمع الهمس الصامت بينهما ؟!
أما ترى ابتسامته البريئة له
والتي يقابلها البحرُ برذاذِ موجه الجميل ..
يتناثر على وجهه ..
فيضحك .. ويسعد ؟!
تحبني أيها البحر ؟ أليس كذلك ؟!
(3)
جلس على شاطئ البحر ذات مرة ..
ودَّ أن يرسم حلمه الجميل على الرمال بجواره ..
بعصا صغيرة أخذ يرسم .. في سعادة ..
يرسم ..
وقلبه يطير فرحًا ..
يرسم ..
وينظر إلى البحر مبتسمًا ..
على يقين أن البحر سعيد لسعادته ..
أن البحر يشاركه هذا الأمل وذاك الحلم ..
مرت الأيام .. الشهور .. السنون ..
وما زال يرسم في جوار البحر ..
(4)
بينما الحلم يكتمل ..
إذا بالبحر يرسل إحدى أمواجه لتغطي حلمه الجميل ..
..
انحسرت الموجة ..
وقد مُحي الحُلم ..
توقَّف قلبه للحظة تهدَّمت فيها ..
أحلام ..
آمال ..
مُنى ..
لقد ضاع الحلم !
(5)
نظر إلى البحر الذي ما زال يحبه ..
يتعلَّق به ..
انحسرت دموعه لتختلط بماء البحر ..
اختلطت نعم .. ولكنها لم تُغير من البحر شيئًا ..
وأنَّى لها أن تُغيِّر !
بل منذ متى كانت تغيِّر ؟!
(6)
نظر إلى البحر .. سأله :
لماذا ؟ حُلمي يا حبيبي !
لم يسمع سوى هدير الموج جوابًا ..
(7)
خطا خطوات حتى خاض البحر ..
نظر إلى الماء فرأى انعكاس صورته على سطحه ..
سألها :
هل أخطأت بحب البحر ؟
هل البحر يحبني أم لا ؟
يا أنا ..
ضاع حلمي الجميل .. بسبب البحر ..
لم يجد جوابًا سوى ارتعاش سطح الماء بدموعه ..
(8)
التفت ..
وخرج من البحر ..
وقد أجاب نفسه :
لم أخطئ بحبه ..
بل ما زلت أحبه .. وأظنه ما زال يحبني ..
لكن لعل خطئي
أن أردت أن أرسم حلمي الجميل على شاطئه ..
(صفر!)
ما زال .. يحب البحر ..
بانسياب موجه ..
وهديره الرقيق ..
البحر ..
بانعكاس أشعة الشمس على سطحه ..
وقت (الغروب) ..
كدموع امرأة ثكلى يراها ..
****
محمد
0 التعليقات: