التاريخ يُكتب من جديد
نظرة في نشرة الأخبار، أو اطلاع على أي صحيفة، أو تصفح لأي موقع إخباري على الإنترنت يجعلك توقن أن التاريخ يُكتب من جديد، وأننا في مرحلة فارقة في تاريخ الأمة، بل في تاريخ البشرية كلها.
والعجب ممن يدرك ذلك، ثم تظل همته في أسفل سافلين، ولا يسعى لأن تكون له بصمة في كتابة هذا التاريخ، وأن يكون له دور في بناء مجد هذه الأمة، وتظل همته في سفاسف الأمور من موضات وأفلام وأغانٍ ونحو ذلك.. وتمر الأيام، ويُكتب التاريخ، ولا يكون حتى في هامشه! وقد قال الله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ).
إن المسلم يجب أن يكون عالي الهمة، ولا يرضى بالقليل من معالي الأمور، وقد قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها»، وقال: «إذا سألتم الله فسلوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تُفجَّر أنهار الجنة».
ينبغي على كل مسلم -مهما كان سنه صَغُر أو كَبُر- أن يحمل همَّ الإسلام، وأن يسعى بكل ما يقدر عليه ولا يحقر من المعروف شيئًا ولا يستصغر عمله؛ حتى تكون له بصمة في تاريخ الأمة يجدها في صحيفته يوم القيامة، لا أن يكون صفرًا على الشمال لا قيمة له.
وقد قال ابن القيم رحمه الله: «علو همة المرء: عنوان فلاحه، وسفول همته : عنوان حرمانه».
0 التعليقات: