تغريدات #قاتل_المائة
حول حديث قاتل المائة نفس
(40 تغريدة)
روى البخاري ومسلم -واللفظ له- عن أبي سعيد الخدري، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا،
فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب،
فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا؛ فهل له من توبة؟
فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة،
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم،
فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟
انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم،
ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء،
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت،
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب،
فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله،
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط،
فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم،
فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له،
فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد،
فقبضته ملائكة الرحمة)
قال قتادة: فقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره
وعند البخاري: (فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له)
التغريدات:
* ما زال السكين يقطر دما،
ولكنها لحظة يقظة يمن الله بها يتساءل فيها المرء: هل لي من توبة؟!
فبين مغتنم يقظ ومضيّع غافل!
* بين أمواج الغفلة قد يلفح وجهك نسيمُ أنسٍ: (هل لي من توبة)
فتشبث به ولا تتجاوزه؛ فذاك طوق نجاة!
* كل نجاح في الحياة له نقطة انطلاق
ونقطة الانطلاق بذرتها: لحظة يقظة
فالتقط لحظة اليقظة وابذرها
ثم كن لها خير راعٍ؛ تذق حلو ثمرها!
* يموت صاحب الإرادة، وتظل هي سراجا للناس بقدر قوتها في نفسه!
صدقت إرادة الرجل، فأحياه الله رمزا للتوبة في الأمة الخاتمة
* سأل عن (أعلم) فدُل على (راهب) فأساء الجواب فقتله!
اختلال معايير التقييم = مدمِّر الفُرص!
* الدال على الراهب:
يتأفف كثيرا من المفسدين حوله،
ويغفل عن أنه من قطع حبل الوصال بعد أن تشبّثوا به!
* الدال على الراهب:
تأتيه فرصة التغيير ثم تنزلق من بين يديه!
فالخطوات العشوائية (فدلوه على راهب) -وإن صلحت النية- لا تصنع تغييرا!
* الدال على الراهب:
لا يعرف معايير حاديه في الطريق،
فمن المنطقي أن يعجز عن دلالة الناس على حاديهم!
* الدال على الراهب:
نموذج تضييع الفرص بسبب عدم مراعاة التخصص (العالم - الراهب)
* الأمة تحتاج إلى (العالم) وإلى (الراهب)
ولكن: (العالم في مكانه) و(الراهب في مكانه)
#إدارة_الموارد_البشرية
* سلسلة القول بغير علم:
1- دلوني على عالم--> يدلونه على راهب
2- هل لي من توبة--> الجواب: لا
ثقافة (لا أدري) حصن للمجتمع من الشرور
* وإن لم تحسن طائفة إدارة مواردها البشرية؛
فإن ثقافة (لا أدري) كفيلة بأن تجعل الماء يندفع في جداوله حتى يصل إلى مكانه الصحيح!
* (فسأل عن أعلم أهل الأرض)
سؤاله لا يحتاج أعلم أهل الأرض ليجيبه؛
لكن السائل لا يكاد يرى بعينيه إلا مسألته،
فانتبه لذلك متى سُئلت
* (فسأل عن أعلم أهل الأرض)
لا تكن ممن لا يأتمن طبيبا غير متمرس على بدنه،
ثم يأتمن جاهلا على دينه!
الأمر دين، فانظر عمن تأخذه!
* كيف تعامل مع المشكلة؟
-الاعتراف بها(قتلت تسعا وتسعين نفسا)
-تحديد الهدف(فهل لي من توبة)
-البحث عن الحل(بالذهاب للعالم وسؤاله)
* قد يكون الراهب من أهل الصلاة والذكر،
إلا أنه لم يدرك بعقله سعة رحمة الله وفضله ومغفرته،
ومثل هذا الإدراك لا يأتي إلا بالعلم
* أذهلت شناعة الجرم الراهبَ عن كونه أمام قاتل لن يتورع أن يقتله متى علم ألا توبة له!
تحكم في انفعالاتك، واحكم بالميزان لا العاطفة
* (فقتله.. ثم سأل مرة أخرى)
الصدق يولّد الإصرار ويدفن اليأس
* لماذا عاد إلى السؤال مرة أخرى؟
إنه صوت الفطرة عندما يعلو على صوت قطاع الطريق إلى الله وإن حسبوا أنهم يحسنون صنعا!
* أجابه العالم: نعم،
ثم قال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟
ليقطع السبيل على الجهال أن يبثوا اليأس في قلب الرجل مرة أخرى
* تتوب، ويتقبل الله منك،
ولكن لابد من تحصين التوبة
(ومن يحول بينك وبين التوبة --> انطلق إلى أرض كذا)
* من حصون التوبة: أن تكون بين أناس يعبدون الله فتعبد الله معهم؛
فالذئب يأكل من الغنم القاصية
* بلدة سوء يقتل فيها مائة نفس ولا يؤخذ على يديه لابد أن يرحل عنها متى صدق في توبته
* بقاؤك في المكان الذي كنت تعصي الله فيه قد يذكرك بالمعصية، فتعود في لحظة ضعف!
فلا تدع للشيطان بابا يلج منه
* من فقه الجواب:
لم يكتف العالم بإجابة سؤال الرجل (هل لي من توبة؟ نعم)؛
بل أضاف ما رأى حاجة السائل إليه (اذهب إلى أرض كذا..)
* المجتمع يحتاج إلى مَن يتوجه إليه العائدون:
- فيسمع ولا يَمَل
- ويُجيب ولا يُخِل
- ويبث الأمل
- ثم يرشد إلى أبواب الخير
* (حتى إذا نصَّف الطريق أتاه الموت)
قد يأتيك الموت قبل أن تصل،
لكن احرص ألا يأتيك ولم تسلك الطريق بعد!
* (جاء تائبا مقبلا بقلبه على الله)
إنه الطريق المقدس الذي يُقطع بالقلوب، والأبدان تبع!
* في الدنيا تجد نفسك دوما بين طرفين يتنازعانك:
طاعة ومعصية-نشاط وكسل-بذل وبخل-..
فقس نفسك في كل واحدة إلى أيهما أنت أدنى فأنت له!
* (شبر) وراءه (قلب صادق) يكون سببا في نجاة صاحبه،
بينما لو قطع الأرض جميعها على قدميه دون هذا القلب لما نفعه ذلك شيئا
* وها هي شحنة الأمل التي بثها العالِم في نفس الرجل تتجسد واقعا محسوسا في حركة الوداع:
(فلما أتاه الموت؛ نأى بصدره)
* (فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي)
فقط أقبل؛ وسيُسخَّر لك الكون!
* كُنْ مِن أهل القرية الصالحة التي اتجه إليها الرجل،
فإن لم يكن فلا أقل من أن تميل إليها بصدرك!
* اعرف ربك حليما:
يحلم على الرجل، ولا يعجّل عليه العقوبة؛ عسى أن يرجع تائبا منيبا، وقد كان!
* اعرف ربك غفورا:
يأتيه العبد بقراب الأرض خطايا، وبقلب منكسر نادم، فيغفر له ولا يبالي!
* اعرف ربك غنيا:
يأتيه عبد فقير لم يقدم شيئا سوى قلب مقبل، فيعفو عنه ويرفع درجته!
* اعرف ربك شكورا:
يقبل عليه الرجل تائبا صادقا:
- فيغفر له
- ويسخر له الأرض
- وينزل فيه وحيا
- ويخلد ذكره على لسان خير خلقه
* حوصر الرجل بنموذجين ممثلين للشر:
1- قرية سوء (لا تنهى عن المنكر)
2- راهب جاهل (يسد أبواب الأمل)
* حوصر الرجل بنموذجين ممثلين للخير:
1- قرية صالحة (يتجه إليها ليعبد الله مع أهلها)
2- عالم رباني (يرشد ويفتح أبواب الأمل)
* في طريقك إلى الله ستجد:
القرية الصالحة وقرية السوء
والراهب الجاهل والعالم الرباني
فاتخذ من قصة ذلك الرجل نبراسا؛ تبصر الطريق!
محمد مصطفى عبد المجيد