مواضيع مختارة
جميع المواضيع

الثلاثاء، 18 مارس 2014

أصفار

صفر - صفر - صفر..
أدمن جمعها زاهدا فيما سواها، حتى فاض بها كيسه!
ربما على أمل أن يصهرها فيعيد تشكيلها خادعا قانون الحساب..
أو يخيط بعضها ببعض صانعا عقدا أحمق..
أو يضعها على قطنة مبللة منتظرا نبتها الأخضر!

أصفار

أصفار

صفر - صفر - صفر..
أدمن جمعها زاهدا فيما سواها، حتى فاض بها كيسه!
ربما على أمل أن يصهرها فيعيد تشكيلها خادعا قانون الحساب..
أو يخيط بعضها ببعض صانعا عقدا أحمق..
أو يضعها على قطنة مبللة منتظرا نبتها الأخضر!

نشر في : 5:35 م |  من طرف Unknown
صمت

مستمر في وصف آماله وتصوير أحلامه كأنها ماثلة بين يديه يراها من وراء الحُجب..
يراها، ولا يراها مستمعُه الذي أرخى جفنيه وزمّ شفتيه في ملل.. ينظر إليه كعادته نظرة مشفق، وربما خائف.. لا تدري!
ينظر إليه ذلك الحالم..
يبتسم.. يصمت.. !

صمت

صمت

مستمر في وصف آماله وتصوير أحلامه كأنها ماثلة بين يديه يراها من وراء الحُجب..
يراها، ولا يراها مستمعُه الذي أرخى جفنيه وزمّ شفتيه في ملل.. ينظر إليه كعادته نظرة مشفق، وربما خائف.. لا تدري!
ينظر إليه ذلك الحالم..
يبتسم.. يصمت.. !

نشر في : 5:33 م |  من طرف Unknown
عالم آخر غريب

يتقلب يمينًا.. يسارًا.. يرفع الغطاء.. يخفضه مرة أخرى.. يحاول أن يغمض عينيه.. لا فائدة.. لا يستطيع أن يقاوم ذلك الصارخ من داخله!

استجاب بعد مقاومة، وأخرج هاتفه المحمول المدفون تحت وسادته، وفتح (الفيس بوك) ليتابع الإعجابات على منشوره الأخير الذي كتبه للتو منذ خمس دقائق!

إعجابان فقط؟! دعني أرى مَن هذان.. ليسا مشهورَين! يا للأسى! فلينم الآن ولينظر صباحًا.. بالتأكيد سيكون الوضع أفضل.

أحلامه كالعادة لا تخلو من العالم الأزرق الذي يسبح فيه، فإذا أعجبه شيء ضغط إعجاب، وإذا تضايق من أحد قام بحظره!

كيف تبدو هذه الأمور لو تمثَّلت محسوسة؟! لا يدري، ولكنه يشعر بها محسوسة في حُلمه، ولا يستطيع وصفها..

يبدأ يومٌ جديد..

إعجاب هنا.. تعليق هناك.. مشاركات في بعض المجموعات.. يمسح العرق عن جبينه..

مَن هذا الذي سوَّلت له نفسه أن ينتقده؟! يفتح صفحته.. لقد هزلت "حتى بدا من هزالها كلاها و..."! مَن هذا الفقير مِن المتابعين لينتقد؟! حظر مباشرة.. يلهث.. يتوقف قليلاً ليلتقط أنفاسه ثم يواصل.. صحيح؛ لقد نسي أن يضع حالة "متعب" ويراقب تعليقات المتابعين على تعبه ويشكرهم على تقديرهم لتعبه.. نعم هو مشغول بأمور كثيرة، لكن عليه ألا يغفل عن متابعة معجبيه.

كتب منشورًا بالأمس عن نظافة الشوارع حاز مئات الإعجابات، التي أخذت تتسرب في دمه محدثة تلك النشوة التي تطورت مع مرور الأيام حتى صار يشعر بها في أطراف أصابع رجليه!

ارتدى ملابسه واستعد للذهاب للعمل.. تلك اللحظات العصيبة التي يكون فيها في المصعد حيث لا شبكة اتصال للهاتف.. خرج من المصعد كخارج من القبر ينفض الغبار عن بدنه، ويلتقط أنفاسه، ويعود إلى عالمه الأزرق غير ملتفت إلى الطريق.. لا يهم فقد اعتاد على ذلك..

ولكن اليوم هناك شيء مختلف يستحق منه أن يقتطع من وقت الفيس بوك لينظر إليه.. الشارع مختلف فعلاً!

الشارع كأنه لوحة فنان أنهاها لتوِّه.. لا ورقة في الشارع.. لا ذرة تراب على الرصيف.. قام بعمل "إنعاش" لعينيه ربما يرى أفضل، ولكن ظلت الصورة كما هي!

رأى عامل نظافة.. لو سمحت لو سمحت.. ماذا حدث اليوم؟ هل أنا في حلم؟!

فغر عامل النظافة فاه وقال له بعد شهقة مفجعة: حضرتك أستاذ فلان على الفيس بوك؟! أنا من أشد المعجبين بحضرتك!

سرى تيار كهربائي منعش في عموده الفقري، وتمالك نفسه عن أن يرقص في قارعة الطريق.. ابتلع لعابه في صعوبة ليخفي فرحته، وحاول أن يكسو صوته بقشرة من الوقار خرجت مضطربة وهو يقول: شكرًا وأهلاً بواحد من مئات المعجبين الذين يستوقفونني في الشوارع حتى أكاد.... عذرًا! ما الذي حدث في الشوارع؟!

أجابه الرجل: بعد منشور حضرتك الذي كتبته اليوم نزل الجميع من بيوتهم وتركوا أعمالهم استجابة لندائك..

خرج عن الوعي للحظة، ثم عاد ليجد الرجل قد انصرف من أمامه، مرت سيارة بجواره، فأبطأت من سرعتها، وأخرج سائقها رأسه من نافذتها.. نعم كما تتوقعون.. حياه وشكره على توجيهه لجماهيره للاهتمام بنظافة الشوارع..

لقد تغيّر الشارع بسبب منشور!

جلس يفكر مع نفسه: هل هو في حلم؟! أم أن هذا أحد مقالب أصدقائه السمجين؟! ولكن كيف يُدبَّر مثل هذا المقلب؟! أم أنها مجرد مصادفة؟! الحل في تجربة شيء جديد..

ماذا يكتب؟ ماذا يكتب؟ يريد شيئًا عامًا يرى أثره في الشارع.. نعم، سيكتب عن أطفال الشوارع..

قضى ليلة تختلط فيها الإعجابات بالمشاركات في أحلام مزعجة، وفي اليوم التالي نزل إلى الشارع.. نفس النتيجة! لا أطفال شوارع.. طابور من الأطفال في ملابس نظيفة يمسك كل منهم بوردة جميلة يحيونه.. مَن هؤلاء؟! في نفس واحد: كنا بالأمس أطفال شوارع.. شكرًا يا "عمّو"!

هي حقيقة إذن! كلماته يتلقفها الناس ويسارعون في تنفيذها.. شيء عجيب!

احم.. ولماذا عجيب؟! شد عضلات ظهره ورقبته في اعتداد، وقال لنفسه: شيء طبيعي! منشوراتي واسعة الأثر.. أعلم ذلك منذ زمن، فلماذا التعجب؟!

وكان يومه التالي بداية حياته الجديدة.. لقد بدأ في صناعة العالم الذي يريد، ما يكاد يكتب منشورًا حتى تبدأ الدنيا في التغيُّر من حوله، لا مفر بالتأكيد مِن بعض مَن يشغلون وقته بالثناء عليه وعلى إنجازاته ومدى تأثيره، ولكن ماذا يفعل؟! إنها ضريبة الشهرة..!

بدأ يَسبح في عالمه أمام شاشة الحاسب أحيانًا وأمام شاشة الهاتف أحيانًا أخرى من باب التنويع، ولو أمكنه أن يسبح فيه من خلال أواني الطعام ووسادة النوم وحوض الحمام لفعل.. ذكِّروه أن يحث المخترعين على ابتكار هذا الأمر في أحد منشوراته القادمة..

ولكن كما تعلمون -وكما يعلم هو أيضًا- أن لكل نجاح أعداء، وكم يُبغض أعداء النجاح ويتمنى أن يكون هناك خاصية مقابلة للإعجاب ليضغط عليها إذا خطروا بباله.

بدأ البعض يهاجمه في منشوراته، فسلَّ سيف "الحظر" وانطلق به، إلى أن انفعل ذات مرة فمد يده في غمرة غضبه إلى الشاشة، فاخترقتها لتدهس هذا المعترض عليه، ويسيل دمه على حائطه!

وسط اندهاشه قام بمسح المنشور سريعًا، ثم تابع صفحة ذلك الشخص.. لقد توقف عن المشاركة بالفعل..! هل مات فعلاً؟!

لقد صار العالم الأزرق حقيقيًا!

احم.. ما هذا الهراء الذي يقوله؟! ألم يكن حقيقيًا من قبل؟!

منذ ذلك اليوم صار لا يرحم معارضيه.. هم لا يستحقون الرحمة فعلاً، وسحقهم خير لهذا المجتمع الذي يصنعه الآن بمنشوراته.. لا مكان لأعداء النجاح في مجتمعي الجديد!

بدأت مملكته تكتمل أمام عينيه.. لم ينس بالطبع أن ينشئ جيشًا لحمايته، وصحفًا تسبح بحمده، وقنوات لا تتحدث صباحًا ومساءً إلا عن إنجازاته.. أحلامه تتحقق بضغطة زر، وأعداؤه يُسحقون.. ضحكة عميقة متقطعة!

أحسَّ ذات يوم بثقل في تحميل بعض الصفحات، وبعض التعثُّر في نشر أي منشور جديد.. لقد بدأت الحرب والخيانة!

حملة "إبلاغات" عنه تسببت في إصابة حسابه بشلل جزئي.. تبًا لهم ثم تبًا لهم!

ثارت ثائرته، ولم ينس أن يعبر عنها بحالة "غاضب" على الفيس بوك حازت على عدد كبير من الإعجابات، وبدأ في تحريك جيوشه لمقاومة المتمردين.

استمرت المعركة عدة أيام، وبدأ يشعر بآثارها أثناء مشيه في الشوارع.. ذات مرة وجد أحد الناس ينظر إليه نظرة لم ترق له.. ما هذه النظرة؟ لابد أنه من المتمردين! صرخ في وجهه: كفوا عن تمردكم.. ستخربون إنجازي الجميل! ثم ضغط "إدخال" بعنف.. نظر إليه الرجل في تشكُّك، التفت ومشى مسرعًا.. جيد، لقد ردعته الصرخة وآوى إلى جحره البغيض!

ولكن حركة التمرد استمرت في الصعود، وصار يتشكك في كل من يمشي حوله في الشارع ومن يقابله في عمله.. الحل الأمثل هذه الفترة ألا يخرج من بيته حتى لا يتعرض مُلهم العالم الأزرق لأي شيء قد يدمر مستقبل المجتمع!

حبس نفسه في بيته، إلا أن الحصار امتد إلى غرفته.. فراشه.. حتى دورة المياه..

لقد ظل يقاوم حتى آخر لحظة إلى أن بدأت أيادي المتمردين تخرج من شاشته تحاول النيل منه.. كان يدفعها بقوة، ولكنها تأبى إلا أن تمسك برقبته..

استمرت المعركة، وتعددت الأيدي، وصار لا يتمكن من مقاومتها مجتمعة.. ذات يوم أمسكت رقبته بعنف.. أخذ يصرخ دافعًا إياها:

دعوني.. يا أعداء النجاح..
سأقوم بإلغاء صداقتي معكم.. دعوني.. سأحظركم..
سأموت.. لاااااااا!

حشرجة عميقة متقطعة..!

عالم آخر غريب

عالم آخر غريب

يتقلب يمينًا.. يسارًا.. يرفع الغطاء.. يخفضه مرة أخرى.. يحاول أن يغمض عينيه.. لا فائدة.. لا يستطيع أن يقاوم ذلك الصارخ من داخله!

استجاب بعد مقاومة، وأخرج هاتفه المحمول المدفون تحت وسادته، وفتح (الفيس بوك) ليتابع الإعجابات على منشوره الأخير الذي كتبه للتو منذ خمس دقائق!

إعجابان فقط؟! دعني أرى مَن هذان.. ليسا مشهورَين! يا للأسى! فلينم الآن ولينظر صباحًا.. بالتأكيد سيكون الوضع أفضل.

أحلامه كالعادة لا تخلو من العالم الأزرق الذي يسبح فيه، فإذا أعجبه شيء ضغط إعجاب، وإذا تضايق من أحد قام بحظره!

كيف تبدو هذه الأمور لو تمثَّلت محسوسة؟! لا يدري، ولكنه يشعر بها محسوسة في حُلمه، ولا يستطيع وصفها..

يبدأ يومٌ جديد..

إعجاب هنا.. تعليق هناك.. مشاركات في بعض المجموعات.. يمسح العرق عن جبينه..

مَن هذا الذي سوَّلت له نفسه أن ينتقده؟! يفتح صفحته.. لقد هزلت "حتى بدا من هزالها كلاها و..."! مَن هذا الفقير مِن المتابعين لينتقد؟! حظر مباشرة.. يلهث.. يتوقف قليلاً ليلتقط أنفاسه ثم يواصل.. صحيح؛ لقد نسي أن يضع حالة "متعب" ويراقب تعليقات المتابعين على تعبه ويشكرهم على تقديرهم لتعبه.. نعم هو مشغول بأمور كثيرة، لكن عليه ألا يغفل عن متابعة معجبيه.

كتب منشورًا بالأمس عن نظافة الشوارع حاز مئات الإعجابات، التي أخذت تتسرب في دمه محدثة تلك النشوة التي تطورت مع مرور الأيام حتى صار يشعر بها في أطراف أصابع رجليه!

ارتدى ملابسه واستعد للذهاب للعمل.. تلك اللحظات العصيبة التي يكون فيها في المصعد حيث لا شبكة اتصال للهاتف.. خرج من المصعد كخارج من القبر ينفض الغبار عن بدنه، ويلتقط أنفاسه، ويعود إلى عالمه الأزرق غير ملتفت إلى الطريق.. لا يهم فقد اعتاد على ذلك..

ولكن اليوم هناك شيء مختلف يستحق منه أن يقتطع من وقت الفيس بوك لينظر إليه.. الشارع مختلف فعلاً!

الشارع كأنه لوحة فنان أنهاها لتوِّه.. لا ورقة في الشارع.. لا ذرة تراب على الرصيف.. قام بعمل "إنعاش" لعينيه ربما يرى أفضل، ولكن ظلت الصورة كما هي!

رأى عامل نظافة.. لو سمحت لو سمحت.. ماذا حدث اليوم؟ هل أنا في حلم؟!

فغر عامل النظافة فاه وقال له بعد شهقة مفجعة: حضرتك أستاذ فلان على الفيس بوك؟! أنا من أشد المعجبين بحضرتك!

سرى تيار كهربائي منعش في عموده الفقري، وتمالك نفسه عن أن يرقص في قارعة الطريق.. ابتلع لعابه في صعوبة ليخفي فرحته، وحاول أن يكسو صوته بقشرة من الوقار خرجت مضطربة وهو يقول: شكرًا وأهلاً بواحد من مئات المعجبين الذين يستوقفونني في الشوارع حتى أكاد.... عذرًا! ما الذي حدث في الشوارع؟!

أجابه الرجل: بعد منشور حضرتك الذي كتبته اليوم نزل الجميع من بيوتهم وتركوا أعمالهم استجابة لندائك..

خرج عن الوعي للحظة، ثم عاد ليجد الرجل قد انصرف من أمامه، مرت سيارة بجواره، فأبطأت من سرعتها، وأخرج سائقها رأسه من نافذتها.. نعم كما تتوقعون.. حياه وشكره على توجيهه لجماهيره للاهتمام بنظافة الشوارع..

لقد تغيّر الشارع بسبب منشور!

جلس يفكر مع نفسه: هل هو في حلم؟! أم أن هذا أحد مقالب أصدقائه السمجين؟! ولكن كيف يُدبَّر مثل هذا المقلب؟! أم أنها مجرد مصادفة؟! الحل في تجربة شيء جديد..

ماذا يكتب؟ ماذا يكتب؟ يريد شيئًا عامًا يرى أثره في الشارع.. نعم، سيكتب عن أطفال الشوارع..

قضى ليلة تختلط فيها الإعجابات بالمشاركات في أحلام مزعجة، وفي اليوم التالي نزل إلى الشارع.. نفس النتيجة! لا أطفال شوارع.. طابور من الأطفال في ملابس نظيفة يمسك كل منهم بوردة جميلة يحيونه.. مَن هؤلاء؟! في نفس واحد: كنا بالأمس أطفال شوارع.. شكرًا يا "عمّو"!

هي حقيقة إذن! كلماته يتلقفها الناس ويسارعون في تنفيذها.. شيء عجيب!

احم.. ولماذا عجيب؟! شد عضلات ظهره ورقبته في اعتداد، وقال لنفسه: شيء طبيعي! منشوراتي واسعة الأثر.. أعلم ذلك منذ زمن، فلماذا التعجب؟!

وكان يومه التالي بداية حياته الجديدة.. لقد بدأ في صناعة العالم الذي يريد، ما يكاد يكتب منشورًا حتى تبدأ الدنيا في التغيُّر من حوله، لا مفر بالتأكيد مِن بعض مَن يشغلون وقته بالثناء عليه وعلى إنجازاته ومدى تأثيره، ولكن ماذا يفعل؟! إنها ضريبة الشهرة..!

بدأ يَسبح في عالمه أمام شاشة الحاسب أحيانًا وأمام شاشة الهاتف أحيانًا أخرى من باب التنويع، ولو أمكنه أن يسبح فيه من خلال أواني الطعام ووسادة النوم وحوض الحمام لفعل.. ذكِّروه أن يحث المخترعين على ابتكار هذا الأمر في أحد منشوراته القادمة..

ولكن كما تعلمون -وكما يعلم هو أيضًا- أن لكل نجاح أعداء، وكم يُبغض أعداء النجاح ويتمنى أن يكون هناك خاصية مقابلة للإعجاب ليضغط عليها إذا خطروا بباله.

بدأ البعض يهاجمه في منشوراته، فسلَّ سيف "الحظر" وانطلق به، إلى أن انفعل ذات مرة فمد يده في غمرة غضبه إلى الشاشة، فاخترقتها لتدهس هذا المعترض عليه، ويسيل دمه على حائطه!

وسط اندهاشه قام بمسح المنشور سريعًا، ثم تابع صفحة ذلك الشخص.. لقد توقف عن المشاركة بالفعل..! هل مات فعلاً؟!

لقد صار العالم الأزرق حقيقيًا!

احم.. ما هذا الهراء الذي يقوله؟! ألم يكن حقيقيًا من قبل؟!

منذ ذلك اليوم صار لا يرحم معارضيه.. هم لا يستحقون الرحمة فعلاً، وسحقهم خير لهذا المجتمع الذي يصنعه الآن بمنشوراته.. لا مكان لأعداء النجاح في مجتمعي الجديد!

بدأت مملكته تكتمل أمام عينيه.. لم ينس بالطبع أن ينشئ جيشًا لحمايته، وصحفًا تسبح بحمده، وقنوات لا تتحدث صباحًا ومساءً إلا عن إنجازاته.. أحلامه تتحقق بضغطة زر، وأعداؤه يُسحقون.. ضحكة عميقة متقطعة!

أحسَّ ذات يوم بثقل في تحميل بعض الصفحات، وبعض التعثُّر في نشر أي منشور جديد.. لقد بدأت الحرب والخيانة!

حملة "إبلاغات" عنه تسببت في إصابة حسابه بشلل جزئي.. تبًا لهم ثم تبًا لهم!

ثارت ثائرته، ولم ينس أن يعبر عنها بحالة "غاضب" على الفيس بوك حازت على عدد كبير من الإعجابات، وبدأ في تحريك جيوشه لمقاومة المتمردين.

استمرت المعركة عدة أيام، وبدأ يشعر بآثارها أثناء مشيه في الشوارع.. ذات مرة وجد أحد الناس ينظر إليه نظرة لم ترق له.. ما هذه النظرة؟ لابد أنه من المتمردين! صرخ في وجهه: كفوا عن تمردكم.. ستخربون إنجازي الجميل! ثم ضغط "إدخال" بعنف.. نظر إليه الرجل في تشكُّك، التفت ومشى مسرعًا.. جيد، لقد ردعته الصرخة وآوى إلى جحره البغيض!

ولكن حركة التمرد استمرت في الصعود، وصار يتشكك في كل من يمشي حوله في الشارع ومن يقابله في عمله.. الحل الأمثل هذه الفترة ألا يخرج من بيته حتى لا يتعرض مُلهم العالم الأزرق لأي شيء قد يدمر مستقبل المجتمع!

حبس نفسه في بيته، إلا أن الحصار امتد إلى غرفته.. فراشه.. حتى دورة المياه..

لقد ظل يقاوم حتى آخر لحظة إلى أن بدأت أيادي المتمردين تخرج من شاشته تحاول النيل منه.. كان يدفعها بقوة، ولكنها تأبى إلا أن تمسك برقبته..

استمرت المعركة، وتعددت الأيدي، وصار لا يتمكن من مقاومتها مجتمعة.. ذات يوم أمسكت رقبته بعنف.. أخذ يصرخ دافعًا إياها:

دعوني.. يا أعداء النجاح..
سأقوم بإلغاء صداقتي معكم.. دعوني.. سأحظركم..
سأموت.. لاااااااا!

حشرجة عميقة متقطعة..!

نشر في : 5:18 م |  من طرف Unknown

الخميس، 31 أكتوبر 2013

غبار

بعضهم يثيره.. بعضهم ينفخ بفيه.. بعضهم قد أقعده الغبار..
وظل هو يعمل حتى انجلى.. !

غبار

غبار

بعضهم يثيره.. بعضهم ينفخ بفيه.. بعضهم قد أقعده الغبار..
وظل هو يعمل حتى انجلى.. !

نشر في : 12:22 ص |  من طرف Unknown

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

محاضرة: "مقدمة حول مفهوم السلفية"

ألقيت يوم الثلاثاء | 11 من ذي القعدة 1434 | 17-9-2013 | بمسجد الرحمة بالإسكندرية.
ضمن دورة القضايا الفكرية المقامة من 8 إلى 19-9-2013.



شرائح عرض (power point) المحاضرة:
http://www.mediafire.com/?xq1xqwwqbq27fu0

مقدمة حول مفهوم السلفية (محاضرة)

محاضرة: "مقدمة حول مفهوم السلفية"

ألقيت يوم الثلاثاء | 11 من ذي القعدة 1434 | 17-9-2013 | بمسجد الرحمة بالإسكندرية.
ضمن دورة القضايا الفكرية المقامة من 8 إلى 19-9-2013.



شرائح عرض (power point) المحاضرة:
http://www.mediafire.com/?xq1xqwwqbq27fu0

نشر في : 12:00 م |  من طرف Unknown

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

أخضر - أبيض

الأولُ مُصرّ أن ثوب محاوره الأخضر قبيحٌ ولا يناسبه، وصاحب الثوب يُصرّ أن ثوبه أبيض لا أخضر!
تمضي ساعات وأيام وشهور وسنوات، والحوار لا يتوقف..
وفي لحظةٍ ما انتهى الحوار..
لما خلع الأول نظارته.. الخضراء!

أخضر - أبيض

أخضر - أبيض

الأولُ مُصرّ أن ثوب محاوره الأخضر قبيحٌ ولا يناسبه، وصاحب الثوب يُصرّ أن ثوبه أبيض لا أخضر!
تمضي ساعات وأيام وشهور وسنوات، والحوار لا يتوقف..
وفي لحظةٍ ما انتهى الحوار..
لما خلع الأول نظارته.. الخضراء!

نشر في : 10:33 م |  من طرف Unknown

الخميس، 12 سبتمبر 2013

فكرة.. كانت هنا!


(1)
أكتب إليكِ الآن بعد أن استقر بي المقام في هذا العقل الذي قُدِّر أن يكون مآلي!

شعور جديد.. استوحشت في أول الأمر، لكنني بجولة بين التلافيف وجدتُ كثيرًا من الأفكار ما زالت في ريعان الصبا كحالي متناثرة يمنة ويسرة، فاستبشرت خيرًا؛ فيبدو أن صحابنا ذكيٌّ مبدعٌ، تتوالد الأفكار في رأسه، وأظن أنني في وقت قريب قد أخرج إلى الحياة على يديه.

سأوافيكِ بالأخبار لاحقًا.. أبلغي سلامي لكل صديقاتي!

*  *  *

(2)
كيف حالكِ وحال مَن معكِ؟ أرجو أن تَكُنَّ جميعًا بخير..

كم أتمنى أن تُرزق كلُّ واحدةٍ منهنَّ بمثل هذا العقل الذي استقر بي المقامُ فيه؛ حتى ترى النور قريبًا! فصاحبي عبقريٌّ تتزاحم الأفكارُ في رأسه، حتى إننا في أوقات كثيرة يضيق بنا عقلُه، فلا تجد الواحدةُ منا موضعًا لقدمها -أو ما يقوم مقام القدم عندنا-!

وقد تجوَّلتُ قليلاً بعقله بعد رسالتي السابقة إليك، فوجدتُ في إحدى الثنايا بعض العجائز، فلما سألتُهنَّ أخبرنني أنهنَّ في هذا المكان منذ سنوات ينتظرن الخروج إلى الحياة!

لا أُخفيك سرًّا أن الخوف قد تسرَّب إلى قلبي، ولكن سرعان ما صَرفَ عني هذا الهاجس قدومُ وافداتٍ جددٍ يتقاطرن حسنًا، فنفضت عن رأسي -أو ما يقوم مقامه عندنا أيضًا- هذا الخاطر العجيب؛ فكيف لهذا المبدع صاحب تلك الأفكار أن يحبسها كل ذلك؟! لا شك أنهنَّ يفترين عليه، وكما تعلمين: في كل مكان هناك أعداء للنجاح!

أرجو أن ترسلي إليَّ آخر أخبار صديقاتنا، ومَن منهن قد استقر بها المقام في عقل جديد.

دمتم بود!

*  *  *

(3)
ذكرتُكِ بالأمس، وأثقلني الهم والأسف على طول الانقطاع، والعذر عندكِ مقبول صديقتي العزيزة، ولعلَّكِ تقبلين عُذري متى استقر بك المقام في عقل إنسان!

منذ رسالتي السابقة انتظرتُ طويلاً أن يحين الوقت الذي يقرر فيه صاحبي أن يُخرجَني إلى الوجود، وتعجبتُ من حاله؛ فكلما عمل عقلُه فيما يخصني وأحسبُ أنه قد أوشك على إخراجي إلى الحياة أجده يتراجع!

لا أدري لماذا؟ وكيف يفرِّط في بنات أفكاره بهذه الصورة؟!
ثم بعيدًا عني؛ فإن حولي من الأفكار ما يمكن أن يُغيِّر به صاحبي كثيرًا من أحواله وأحوال من حوله، وربما إن ارتديتُ عباءة الإنصاف أن أقول لك أن منهنَّ مَن هي أفضل مني وأكمل حسنًا.. ربما لو رزق غيرُه واحدةً منهنَّ لطبع بها بصمةً فريدةَ في تاريخ الإنسانية!

حتى إنني أكاد أصدِّق أولئك العجائز اللاتي أخبرتك عنهنَّ من قبل.

سأوافيك بالجديد.. وأرجو أن يكون ذلك بعد أن أكونَ واقعًا!

*  *  *

(4)
يعلوني همٌّ وحزنٌ جعل الكثيرات ممن حولي يتعجَّبنَ مِن حالي، وأنا التي كانت البسمة لا تفارق محياها!

إن صاحبي يقتل بُنيَّاتِ جنسنا! كثيراتٌ من صديقاتي اندثرنَ بين تلافيفه، وكثيراتٌ منهنَّ اندثرت ملامحُهنَّ، حتى إنني أظن أنه لو أراد أن يُخرج إحداهنَّ إلى الحياة لما تعرف عليها، فضلاً عن أن يستطيع إخراجها!

ثم إنني علمت من بعض العجائز هنا أن بني جنسه عندما يموتون دون أن يُخرجونا إلى الحياة فإننا نُدفن معهم دون أن يعرفنا أحد!

سأحاول أن أوافيكِ بالجديد، وأبلغي سلامي لكل صديقاتي؛ فقد اشتقتُ إليهنَّ، وأرجو أن يكون مصيرُهنَّ خيرًا من مصيري!

*  *  *

(5)
مات صاحبي.. !

ودفنتُ معه، ومعي الكثيرات من الأفكار، منهنَّ مَن شاخ عظمُها وذابت ملامحُها، ومنهنَّ مَن دُفنت وهي ما زالت في ريعان شبابها تقطرُ نضارةً وحيويةً.

للأسف.. مات صاحبي، ولم يُخرجني إلى الحياة، فدُفنتُ معه.. ربما كان يسوِّف إلى حين، ولا أدري كيف يفعلُ الواحدُ منهم ذلك وهو لا يدري متى أجله؟!

والعجيب أنني في يومٍ من الأيام كنتُ أظن أنني بديعةٌ من بدائع الأفكار، وأن صاحبي لم يُسبَق إلى مثلي، ولكنني بعد أن انتقلت معه وجدتُ نسخًا متطابقة مني من أزمنة مختلفة وكأنني أنظر في المرآة! وتعجبت؛ أكُلُّ هؤلاء لم يُخرجوا أفكارَهم إلى الحياة حتى انتهت بهم الحياة؟!

لقد وجدتُني أنا أنا في أزمنة متعددة وأماكن متفرقة.. ولكن كَمْ تحت التراب من بُنيَّات جنسي قد ظلمهنَّ بنو جنسِهم!

فكرة.. كانت هنا!

فكرة.. كانت هنا!


(1)
أكتب إليكِ الآن بعد أن استقر بي المقام في هذا العقل الذي قُدِّر أن يكون مآلي!

شعور جديد.. استوحشت في أول الأمر، لكنني بجولة بين التلافيف وجدتُ كثيرًا من الأفكار ما زالت في ريعان الصبا كحالي متناثرة يمنة ويسرة، فاستبشرت خيرًا؛ فيبدو أن صحابنا ذكيٌّ مبدعٌ، تتوالد الأفكار في رأسه، وأظن أنني في وقت قريب قد أخرج إلى الحياة على يديه.

سأوافيكِ بالأخبار لاحقًا.. أبلغي سلامي لكل صديقاتي!

*  *  *

(2)
كيف حالكِ وحال مَن معكِ؟ أرجو أن تَكُنَّ جميعًا بخير..

كم أتمنى أن تُرزق كلُّ واحدةٍ منهنَّ بمثل هذا العقل الذي استقر بي المقامُ فيه؛ حتى ترى النور قريبًا! فصاحبي عبقريٌّ تتزاحم الأفكارُ في رأسه، حتى إننا في أوقات كثيرة يضيق بنا عقلُه، فلا تجد الواحدةُ منا موضعًا لقدمها -أو ما يقوم مقام القدم عندنا-!

وقد تجوَّلتُ قليلاً بعقله بعد رسالتي السابقة إليك، فوجدتُ في إحدى الثنايا بعض العجائز، فلما سألتُهنَّ أخبرنني أنهنَّ في هذا المكان منذ سنوات ينتظرن الخروج إلى الحياة!

لا أُخفيك سرًّا أن الخوف قد تسرَّب إلى قلبي، ولكن سرعان ما صَرفَ عني هذا الهاجس قدومُ وافداتٍ جددٍ يتقاطرن حسنًا، فنفضت عن رأسي -أو ما يقوم مقامه عندنا أيضًا- هذا الخاطر العجيب؛ فكيف لهذا المبدع صاحب تلك الأفكار أن يحبسها كل ذلك؟! لا شك أنهنَّ يفترين عليه، وكما تعلمين: في كل مكان هناك أعداء للنجاح!

أرجو أن ترسلي إليَّ آخر أخبار صديقاتنا، ومَن منهن قد استقر بها المقام في عقل جديد.

دمتم بود!

*  *  *

(3)
ذكرتُكِ بالأمس، وأثقلني الهم والأسف على طول الانقطاع، والعذر عندكِ مقبول صديقتي العزيزة، ولعلَّكِ تقبلين عُذري متى استقر بك المقام في عقل إنسان!

منذ رسالتي السابقة انتظرتُ طويلاً أن يحين الوقت الذي يقرر فيه صاحبي أن يُخرجَني إلى الوجود، وتعجبتُ من حاله؛ فكلما عمل عقلُه فيما يخصني وأحسبُ أنه قد أوشك على إخراجي إلى الحياة أجده يتراجع!

لا أدري لماذا؟ وكيف يفرِّط في بنات أفكاره بهذه الصورة؟!
ثم بعيدًا عني؛ فإن حولي من الأفكار ما يمكن أن يُغيِّر به صاحبي كثيرًا من أحواله وأحوال من حوله، وربما إن ارتديتُ عباءة الإنصاف أن أقول لك أن منهنَّ مَن هي أفضل مني وأكمل حسنًا.. ربما لو رزق غيرُه واحدةً منهنَّ لطبع بها بصمةً فريدةَ في تاريخ الإنسانية!

حتى إنني أكاد أصدِّق أولئك العجائز اللاتي أخبرتك عنهنَّ من قبل.

سأوافيك بالجديد.. وأرجو أن يكون ذلك بعد أن أكونَ واقعًا!

*  *  *

(4)
يعلوني همٌّ وحزنٌ جعل الكثيرات ممن حولي يتعجَّبنَ مِن حالي، وأنا التي كانت البسمة لا تفارق محياها!

إن صاحبي يقتل بُنيَّاتِ جنسنا! كثيراتٌ من صديقاتي اندثرنَ بين تلافيفه، وكثيراتٌ منهنَّ اندثرت ملامحُهنَّ، حتى إنني أظن أنه لو أراد أن يُخرج إحداهنَّ إلى الحياة لما تعرف عليها، فضلاً عن أن يستطيع إخراجها!

ثم إنني علمت من بعض العجائز هنا أن بني جنسه عندما يموتون دون أن يُخرجونا إلى الحياة فإننا نُدفن معهم دون أن يعرفنا أحد!

سأحاول أن أوافيكِ بالجديد، وأبلغي سلامي لكل صديقاتي؛ فقد اشتقتُ إليهنَّ، وأرجو أن يكون مصيرُهنَّ خيرًا من مصيري!

*  *  *

(5)
مات صاحبي.. !

ودفنتُ معه، ومعي الكثيرات من الأفكار، منهنَّ مَن شاخ عظمُها وذابت ملامحُها، ومنهنَّ مَن دُفنت وهي ما زالت في ريعان شبابها تقطرُ نضارةً وحيويةً.

للأسف.. مات صاحبي، ولم يُخرجني إلى الحياة، فدُفنتُ معه.. ربما كان يسوِّف إلى حين، ولا أدري كيف يفعلُ الواحدُ منهم ذلك وهو لا يدري متى أجله؟!

والعجيب أنني في يومٍ من الأيام كنتُ أظن أنني بديعةٌ من بدائع الأفكار، وأن صاحبي لم يُسبَق إلى مثلي، ولكنني بعد أن انتقلت معه وجدتُ نسخًا متطابقة مني من أزمنة مختلفة وكأنني أنظر في المرآة! وتعجبت؛ أكُلُّ هؤلاء لم يُخرجوا أفكارَهم إلى الحياة حتى انتهت بهم الحياة؟!

لقد وجدتُني أنا أنا في أزمنة متعددة وأماكن متفرقة.. ولكن كَمْ تحت التراب من بُنيَّات جنسي قد ظلمهنَّ بنو جنسِهم!

نشر في : 2:04 م |  من طرف Unknown

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

:: لستُ أهلاً ::

كان موضوع درس السيرة هذا الأسبوع الأحداث من عام الحزن إلى ما قبل الإسراء والمعراج، وفيه ذكر الأذى الذي تعرض له النبي -صلى الله عليه وسلم- من كفار قريش بعد وفاة عمه أبي طالب؛ من إلقاء التراب على رأسه، ووضع سلا الجزور على ظهره وهو يصلي، ثم حادثة الطائف، وكيف كان ردهم عليه قاسيا، ثم إرسال السفهاء خلفه -صلى الله عليه وسلم- يقذفونه بالحجارة حتى جُرح عقباه

ثم تعرضت لذكر كيف أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنها لو كانت تساوي شيئا لما قدّر ذلك على حبيبه وخليله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو قدر الله -عز وجل- وسنته في خلقه

فجاءني بعد الدرس شيخ سبعيني قد ابيض شعره، فقال لي: "أيحدث كل هذا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو رسول الله؟! والله إن سماع هذا كالبرد على صدري يشفيه مما نحن فيه من بلاء"

ثم اغرورقت عيناه بالدمع وقال كلمة مزلزلة:
"ولكننا ضعفاء ضعفاء.. يا رب لسنا أهلا للبلاء فارفعه عنا!"

فعجبت من فقه الرجل الذي عركته السنون، كيف تمكّن فقه الابتلاء من قلبه وأن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، حتى نظر إلى البلاء بعين المآل لا الحال، فكأنه يرى جزاءه عين اليقين، فيعده منزلة شريفة لا يستحقها الضعيف!
ثم كيف أنه في دعائه ربه أن يرفع عنا البلاء يعلل ذلك بأننا لسنا أهلا له!

لقد حسبت ذلك اليوم أنني ألقيت درسا.. ولكن الحقيقة أنني تلقيت درسا، ودرسا بليغا!

لستُ أهلاً

:: لستُ أهلاً ::

كان موضوع درس السيرة هذا الأسبوع الأحداث من عام الحزن إلى ما قبل الإسراء والمعراج، وفيه ذكر الأذى الذي تعرض له النبي -صلى الله عليه وسلم- من كفار قريش بعد وفاة عمه أبي طالب؛ من إلقاء التراب على رأسه، ووضع سلا الجزور على ظهره وهو يصلي، ثم حادثة الطائف، وكيف كان ردهم عليه قاسيا، ثم إرسال السفهاء خلفه -صلى الله عليه وسلم- يقذفونه بالحجارة حتى جُرح عقباه

ثم تعرضت لذكر كيف أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنها لو كانت تساوي شيئا لما قدّر ذلك على حبيبه وخليله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإنما هو قدر الله -عز وجل- وسنته في خلقه

فجاءني بعد الدرس شيخ سبعيني قد ابيض شعره، فقال لي: "أيحدث كل هذا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو رسول الله؟! والله إن سماع هذا كالبرد على صدري يشفيه مما نحن فيه من بلاء"

ثم اغرورقت عيناه بالدمع وقال كلمة مزلزلة:
"ولكننا ضعفاء ضعفاء.. يا رب لسنا أهلا للبلاء فارفعه عنا!"

فعجبت من فقه الرجل الذي عركته السنون، كيف تمكّن فقه الابتلاء من قلبه وأن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، حتى نظر إلى البلاء بعين المآل لا الحال، فكأنه يرى جزاءه عين اليقين، فيعده منزلة شريفة لا يستحقها الضعيف!
ثم كيف أنه في دعائه ربه أن يرفع عنا البلاء يعلل ذلك بأننا لسنا أهلا له!

لقد حسبت ذلك اليوم أنني ألقيت درسا.. ولكن الحقيقة أنني تلقيت درسا، ودرسا بليغا!

نشر في : 6:10 م |  من طرف Unknown

الخميس، 25 يوليو 2013

تغريدات عن (الفتور في رمضان)
مجموعة تغريدات عن ظاهرة الفتور بعد أيام من شهر رمضان

= هل من أحد بدأ يشعر بالفتور في رمضان ؟ 

= أقصد بالفتور ضعف الهمة في الطاعة بعد أن كانت عالية في أول الشهر - التكاسل عن بعض الطاعات والتهاون فيها - ونحو ذلك

= قبل أن تعالج الفتور يجب أن تعترف بوجود المرض حتى تستشعر أهمية العلاج، فقارن بين عملك أول يوم وعملك اليوم وعزمك أول يوم وعزمك اليوم

= أخطر من الفتور الاستسلام للفتور

= من أخبث مداخل الشيطان إذا أصاب العبد فتور في أول رمضان أن يمنيه بتحسين العمل في العشر الأواخر فيضيع عليه نصف الشهر أو أكثر في الأماني

= أحد أهم أسباب فتورنا هو الذنوب: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان [ببعض ما كسبوا]) 
فالتحرر بالاستغفار هو أول طريق التخلص من الفتور

= (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) تداووا من الفتور بالاستغفار يفِضِ الله عليكم من فضله ويشرح صدوركم للطاعة

= من وسائل طرد الفتور في الطاعات الاستعانة بمقلب القلوب ودعائه أن يصرف قلبك إلى الطاعة وهو قد وعد من سأله بصدق بالإجابة (ادعوني أستجب لكم) فما بالك إن كان سؤالك فيما يحبه ويرضاه ؟!
ومن هذه الأدعية:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
"يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك"
"يا ولي الإسلام وأهله مسكني الإسلام حتى ألقاك عليه"
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
"اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك"

= مما يُدفع به الفتور أن تتقرب لله بطاعة جديدة لم تفعلها من قبل أو فعلتها منذ مدة ، فيحيا قلبك بإحياء هذه الطاعة
امش في جنازة - زر مريضًا - استخف بالليل في صدقة على أسرة فقيرة لا تعرفك - شارك في توزيع إفطار وقت المغرب - شارك في تعبئة شنط رمضان - زر مستشفى أو ملجأ أيتام .. وأبواب الطاعات مفتوحة

= مما تدفع به الفتور أن تهيج قلبك إلى ربك بالقراءة في صفاته وقدرته وكرمه وحلمه -وأقترح عليك أن يكون شيئًا لم تقرأه من قبل- أو أن تسمع محاضرة لمن يثير شوقك

= إذا دب الفتور في قلبك فقل لنفسك: إنها أيام فإما أن أكون مقبولاً فأهنأ وإما محرومًا فأعزى

= إذا أصابك الفتور فتخيل نفسك في قبرك رمضان القادم، وتذكر أماني الموتى في ركعتين - آيتين - سجدة تخفف هول القبر

[7 رمضان 1433]

تغريدات عن (الفتور في رمضان)

تغريدات عن (الفتور في رمضان)
مجموعة تغريدات عن ظاهرة الفتور بعد أيام من شهر رمضان

= هل من أحد بدأ يشعر بالفتور في رمضان ؟ 

= أقصد بالفتور ضعف الهمة في الطاعة بعد أن كانت عالية في أول الشهر - التكاسل عن بعض الطاعات والتهاون فيها - ونحو ذلك

= قبل أن تعالج الفتور يجب أن تعترف بوجود المرض حتى تستشعر أهمية العلاج، فقارن بين عملك أول يوم وعملك اليوم وعزمك أول يوم وعزمك اليوم

= أخطر من الفتور الاستسلام للفتور

= من أخبث مداخل الشيطان إذا أصاب العبد فتور في أول رمضان أن يمنيه بتحسين العمل في العشر الأواخر فيضيع عليه نصف الشهر أو أكثر في الأماني

= أحد أهم أسباب فتورنا هو الذنوب: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان [ببعض ما كسبوا]) 
فالتحرر بالاستغفار هو أول طريق التخلص من الفتور

= (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) تداووا من الفتور بالاستغفار يفِضِ الله عليكم من فضله ويشرح صدوركم للطاعة

= من وسائل طرد الفتور في الطاعات الاستعانة بمقلب القلوب ودعائه أن يصرف قلبك إلى الطاعة وهو قد وعد من سأله بصدق بالإجابة (ادعوني أستجب لكم) فما بالك إن كان سؤالك فيما يحبه ويرضاه ؟!
ومن هذه الأدعية:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
"يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك"
"يا ولي الإسلام وأهله مسكني الإسلام حتى ألقاك عليه"
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
"اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك"

= مما يُدفع به الفتور أن تتقرب لله بطاعة جديدة لم تفعلها من قبل أو فعلتها منذ مدة ، فيحيا قلبك بإحياء هذه الطاعة
امش في جنازة - زر مريضًا - استخف بالليل في صدقة على أسرة فقيرة لا تعرفك - شارك في توزيع إفطار وقت المغرب - شارك في تعبئة شنط رمضان - زر مستشفى أو ملجأ أيتام .. وأبواب الطاعات مفتوحة

= مما تدفع به الفتور أن تهيج قلبك إلى ربك بالقراءة في صفاته وقدرته وكرمه وحلمه -وأقترح عليك أن يكون شيئًا لم تقرأه من قبل- أو أن تسمع محاضرة لمن يثير شوقك

= إذا دب الفتور في قلبك فقل لنفسك: إنها أيام فإما أن أكون مقبولاً فأهنأ وإما محرومًا فأعزى

= إذا أصابك الفتور فتخيل نفسك في قبرك رمضان القادم، وتذكر أماني الموتى في ركعتين - آيتين - سجدة تخفف هول القبر

[7 رمضان 1433]

نشر في : 4:04 ص |  من طرف Unknown

السبت، 20 يوليو 2013

أدوية ثلاثة لمن بُغي عليه

يقع الاختلاف، وتتباين الاجتهادات، وتلك سُنة مِن سنن الله في كونه، ويظل الإنكار بين المختلفين واقعًا، بل قد يشتدُّ وتزداد حدَّته، وإن كانت هذه الشدة وتلك الحدة قد يُعفى عنهما في حين ما لظروف ما، أو لذهولٍ أصاب قلوبًا لاشتدادِ فتنةٍ؛ فإن البغي بالقول والفعل حين الاختلاف لا يُمكن أن يُتعلَّل له، والافتراء واتهام نيات الناس بالباطل لا يمكن أن يُبرَّر بحال.

تتلاطم أمواج الفتن، وتعصف الرياح بالقلوب يمنة ويسرة، ويشتد الخلاف، وقد يُقبَل، إلا أن البغي يظل سكينًا يطعن القلوب، ويورث أصحابها حزنًا وهمًّا؛ أن يأتي البغي ممن ينتسبون إلى نفس ملتهم، ويصلُّون إلى نفس قبلتهم.

فإليك –يا من بُغي عليه- من صيدلية النفوس أدوية ثلاثة اصطفيتُها لك، هي بلسم لروح مَن أصابه البغي، وافتُري عليه بالكذب والبهتان، فاقرأها بقلبك، ثم اسقه منها هنيئًا مريئًا:

- الدواء الأول: أن تعلم أن البغي مهما آلم فإنه لا يغير في الواقع شيئًا:
فكلمات الباغي تذهب مع الريح لا أثر لها، قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
ولا يذوق مرارة البغي إلا صاحبه يوم يقف بين يدي ربه، وبين يديه كتابٌ (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)، أو يذيقها الله إياه عاجلة في دنياه، وربك حكم عدل، (ولا يظلم ربك أحدًا).
فاجعل ما تراه من افتراء وكذب وبهتان دافعًا لك للعمل وتغيير الواقع، وليتعلَّق قلبك بالسماء، و لْتحرثْ يداك في الأرض، ولْتسقِ ولْتزرعْ؛ إصلاحًا وتعبيدًا للدنيا لله سبحانه وتعالى.
واعلم أنه ما نقص من نوح –عليه السلام- أن قال له قومه: (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)؛ بل ظل نوح هو نوح؛ نبي كريم من أولي العزم من الرسل.
وما نقص من هود –عليه السلام- أن قال له قومه: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء)؛ بل ظل هود هو هود؛ نبي عظيم الشأن مرسل من ربه.
وما نقص من شعيب –عليه السلام- أن قال له قومه: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز)، بل ظل شعيب هو شعيب؛ خطيب الأنبياء ونبي كريم.
وما نقص من نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- أن قال له كفار قريش: ساحر وكاهن ومجنون، بل ظل سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين.
ما نقص من هؤلاء القدوات شيء بافتراء المبطلين، بل زادوا رفعة وشرفًا بثباتهم، ودار البغي على أصحابه، فـ(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).

- وثاني هذه الأدوية: أن تنظر بعيني قلبك إلى الآخرة، وأن تعلم أن الموعد الله، (والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً):
فالدنيا قصيرة زائلة، والموعد يوم القيامة بين يدي ربٍّ عزيز قدير، وعلى الباغي تدور الدوائر، والظلم ظلمات يوم القيامة.
فمن آمن أن خصومته من الباغي عليه سيَحكم فيها الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة؛ اطمئن قلبه، وبرد صدره من ألم البغي.
وهذا المعنى من ثمرات التربية على العقيدة الصحيحة، والتربية على معاني الإيمان باليوم الآخر، ولا يعيها من اقتصرت معاني العقيدة عنده على سطورٍ في متونٍ ملقاةٍ في وادٍ، بينما هو وقلبه في وادٍ آخرَ قفرٍ غيرِ ذي زرع.

- وثالث هذه الأدوية: أن تشتكي إلى ربك مَن بغى عليك وافترى عليك كذبًا:
فإن كان المرء إذا آذاه أحد الناس اشتكاه إلى مَن له سلطان عليه؛ فاشتكِ أنت إلى ربك افتراء المفترين، وبهتان الظالمين، وقد اشتكى قبلك نبي الله يعقوب فقال: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)، واشتكى نوح فقال: (رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا، فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا)، واشتكى الكثير غيرهم من الأنبياء والمرسلين والصالحين، فكن على دربهم.
والشكوى إلى الله من أعظم ما يريح صدرك، ويزيح ألمك؛ فقد ألقيت بهمومك وشكواك ومخاصمتك بين يدي السميع العليم الذي لا تخفى عليه خافية.

وبعد أن أخذت ترياقك؛ فعلى ربك أقبل، وعن ساعديك شمِّر، وفي طريقك إلى الله انطلق، ومن نصح الناصحين استفد، وعن البغاة أعرض، وامش ولا تلتفت، وانطلق حيث مهمتك الرئيسية أيها الداعية.. يا حامل الرسالة الغراء: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).

أدوية ثلاثة لمن بُغي عليه

أدوية ثلاثة لمن بُغي عليه

يقع الاختلاف، وتتباين الاجتهادات، وتلك سُنة مِن سنن الله في كونه، ويظل الإنكار بين المختلفين واقعًا، بل قد يشتدُّ وتزداد حدَّته، وإن كانت هذه الشدة وتلك الحدة قد يُعفى عنهما في حين ما لظروف ما، أو لذهولٍ أصاب قلوبًا لاشتدادِ فتنةٍ؛ فإن البغي بالقول والفعل حين الاختلاف لا يُمكن أن يُتعلَّل له، والافتراء واتهام نيات الناس بالباطل لا يمكن أن يُبرَّر بحال.

تتلاطم أمواج الفتن، وتعصف الرياح بالقلوب يمنة ويسرة، ويشتد الخلاف، وقد يُقبَل، إلا أن البغي يظل سكينًا يطعن القلوب، ويورث أصحابها حزنًا وهمًّا؛ أن يأتي البغي ممن ينتسبون إلى نفس ملتهم، ويصلُّون إلى نفس قبلتهم.

فإليك –يا من بُغي عليه- من صيدلية النفوس أدوية ثلاثة اصطفيتُها لك، هي بلسم لروح مَن أصابه البغي، وافتُري عليه بالكذب والبهتان، فاقرأها بقلبك، ثم اسقه منها هنيئًا مريئًا:

- الدواء الأول: أن تعلم أن البغي مهما آلم فإنه لا يغير في الواقع شيئًا:
فكلمات الباغي تذهب مع الريح لا أثر لها، قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
ولا يذوق مرارة البغي إلا صاحبه يوم يقف بين يدي ربه، وبين يديه كتابٌ (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)، أو يذيقها الله إياه عاجلة في دنياه، وربك حكم عدل، (ولا يظلم ربك أحدًا).
فاجعل ما تراه من افتراء وكذب وبهتان دافعًا لك للعمل وتغيير الواقع، وليتعلَّق قلبك بالسماء، و لْتحرثْ يداك في الأرض، ولْتسقِ ولْتزرعْ؛ إصلاحًا وتعبيدًا للدنيا لله سبحانه وتعالى.
واعلم أنه ما نقص من نوح –عليه السلام- أن قال له قومه: (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)؛ بل ظل نوح هو نوح؛ نبي كريم من أولي العزم من الرسل.
وما نقص من هود –عليه السلام- أن قال له قومه: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء)؛ بل ظل هود هو هود؛ نبي عظيم الشأن مرسل من ربه.
وما نقص من شعيب –عليه السلام- أن قال له قومه: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز)، بل ظل شعيب هو شعيب؛ خطيب الأنبياء ونبي كريم.
وما نقص من نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- أن قال له كفار قريش: ساحر وكاهن ومجنون، بل ظل سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين.
ما نقص من هؤلاء القدوات شيء بافتراء المبطلين، بل زادوا رفعة وشرفًا بثباتهم، ودار البغي على أصحابه، فـ(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).

- وثاني هذه الأدوية: أن تنظر بعيني قلبك إلى الآخرة، وأن تعلم أن الموعد الله، (والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً):
فالدنيا قصيرة زائلة، والموعد يوم القيامة بين يدي ربٍّ عزيز قدير، وعلى الباغي تدور الدوائر، والظلم ظلمات يوم القيامة.
فمن آمن أن خصومته من الباغي عليه سيَحكم فيها الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة؛ اطمئن قلبه، وبرد صدره من ألم البغي.
وهذا المعنى من ثمرات التربية على العقيدة الصحيحة، والتربية على معاني الإيمان باليوم الآخر، ولا يعيها من اقتصرت معاني العقيدة عنده على سطورٍ في متونٍ ملقاةٍ في وادٍ، بينما هو وقلبه في وادٍ آخرَ قفرٍ غيرِ ذي زرع.

- وثالث هذه الأدوية: أن تشتكي إلى ربك مَن بغى عليك وافترى عليك كذبًا:
فإن كان المرء إذا آذاه أحد الناس اشتكاه إلى مَن له سلطان عليه؛ فاشتكِ أنت إلى ربك افتراء المفترين، وبهتان الظالمين، وقد اشتكى قبلك نبي الله يعقوب فقال: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)، واشتكى نوح فقال: (رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا، فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا)، واشتكى الكثير غيرهم من الأنبياء والمرسلين والصالحين، فكن على دربهم.
والشكوى إلى الله من أعظم ما يريح صدرك، ويزيح ألمك؛ فقد ألقيت بهمومك وشكواك ومخاصمتك بين يدي السميع العليم الذي لا تخفى عليه خافية.

وبعد أن أخذت ترياقك؛ فعلى ربك أقبل، وعن ساعديك شمِّر، وفي طريقك إلى الله انطلق، ومن نصح الناصحين استفد، وعن البغاة أعرض، وامش ولا تلتفت، وانطلق حيث مهمتك الرئيسية أيها الداعية.. يا حامل الرسالة الغراء: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).

نشر في : 7:07 م |  من طرف Unknown

الخميس، 18 يوليو 2013

نبراس قِيَم


وأنت تقرأ كتاب الله –سبحانه وتعالى- تجد أن أول نداء لأهل الإيمان على ترتيب المصحف هو قوله تعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم).

وذلك أن اليهود كانوا إذا نادوا النبي –صلى الله عليه وسلم- قالوا: راعنا، والتي يفهم منها السامع أنها من المراعاة، بينما كانوا يقولونها يورّون بالرعونة استهزاء وانتقاصًا من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وكان بعض المؤمنين إذا تكلم مع النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: راعنا، ويقصد بها المعنى الأول الحسن دون انتباه إلى مقصود اليهود في قولتهم، فنهى الله أهل الإيمان عن قول: راعنا، وأبدلهم بها (انظرنا) أي: انظر إلينا، ثم أمرهم –سبحانه- قائلاً: (واسمعوا) أي: سماع إجابة وامتثال لأوامر الله –سبحانه وتعالى-.

والمتأمل في هذا النهي الإلهي يجد أن امتثال هذا الأمر يرسّخ في نفوس أصحابه عددًا من القيم ذات الأثر الكبير في صناعة الأمم وسبقها وتقدمها:

- فمن هذه القيم: (الدقة):

فالنداء متعلق بأمر لساني، والنهي عن كلمة يُتلفظ بها وإن لم يُقصد بها المعنى القبيح الذي يورِّي به اليهود، فتتعلم الأمة –من ذلك- الدقة في كل شيء، فإن كانت الأمة مطالبة بالدقة فيما تتكلم به وفيما تخاطب بها قيادتها؛ فمن باب أولى أن تكون دقيقة في أفعالها ومعاملاتها وعلاقاتها واختياراتها.

- ومن هذه القيم: (التميز):

فالأمة يجب أن تكون متميزة عن غيرها، فإن كان اليهود يستخدمون تلك الكلمة؛ فلْتتميز هذه الأمة عنهم وإن كانت لا تقصد بهذه الكلمة المعنى القبيح الذي يقصده اليهود، ولتكن لهذه الأمة القائدة مصطلحاتها وألفاظها الخاصة البعيدة عن الشبهات تتميز بها وتعتز بها، وهذا أصل شرعي أصَّله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في قوله: (من تشبه بقوم فهو منهم).

وقد بيَّن الله –سبحانه وتعالى- السبب في استخدام اليهود لهذه الكلمة وما شابه هذا -التصرف من أفعال أخرى من تصرفاتهم الخسيسة- في الآية التي تليها، فقال: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير من ربكم)، فهم يكرهون أن ينزل هذا الخير وهذا الوحي والرسالة على النبي –صلى الله عليه وسلم-، ويحسدون المؤمنين على ما منَّ الله عليهم به.

- ومن هذه القيم (المحاسبة):

فالأمة التي تُحاسَب على لفظها وكلماتها، وينزل النداء الرباني يغيِّر ألفاظها ومصطلحاتها وإن لم يقصدوا بها سوءًا= حريٌّ بأفرادها أن يحاسبوا أنفسهم على أفعالهم؛ صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، وأن تكون المحاسبة قيمة أساسية في تعاملاتها، لا تفرق بين فعل وفعل، وبين شخص وشخص.

ثم أن يكون هذا النداء الإلهي هو أول نداء لأهل الإيمان في القرآن على ترتيب المصحف؛ وكأن فيه إشارة لقارئ القرآن أن هذا النداء هو الباب لما بعده من النداءات، وأن اللسان هو مفتاح أبواب الخير أو مغلاقها، كما ورد في حديث معاذ بن جبل –رضي الله عنه- عندما سأل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار، فأجابه ثم زاده من الخير فدله على أبواب الخير، وذكر له رأس الأمر وعمود وذروة سنامه، ثم قال له: (ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟)، فقال معاذ: بلى يا رسول الله! فأمسك النبي –صلى الله عليه وسلم- بلسانه وقال: (أملك عليك هذا)، فقال معاذ: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلى حصائد ألسنتهم؟!).

(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) نبراس قِيَمٍ تصنع أمة!

[جريدة الفتح - عدد 93 - 19-7-2013]

نبراس قِيَم

نبراس قِيَم


وأنت تقرأ كتاب الله –سبحانه وتعالى- تجد أن أول نداء لأهل الإيمان على ترتيب المصحف هو قوله تعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم).

وذلك أن اليهود كانوا إذا نادوا النبي –صلى الله عليه وسلم- قالوا: راعنا، والتي يفهم منها السامع أنها من المراعاة، بينما كانوا يقولونها يورّون بالرعونة استهزاء وانتقاصًا من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وكان بعض المؤمنين إذا تكلم مع النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: راعنا، ويقصد بها المعنى الأول الحسن دون انتباه إلى مقصود اليهود في قولتهم، فنهى الله أهل الإيمان عن قول: راعنا، وأبدلهم بها (انظرنا) أي: انظر إلينا، ثم أمرهم –سبحانه- قائلاً: (واسمعوا) أي: سماع إجابة وامتثال لأوامر الله –سبحانه وتعالى-.

والمتأمل في هذا النهي الإلهي يجد أن امتثال هذا الأمر يرسّخ في نفوس أصحابه عددًا من القيم ذات الأثر الكبير في صناعة الأمم وسبقها وتقدمها:

- فمن هذه القيم: (الدقة):

فالنداء متعلق بأمر لساني، والنهي عن كلمة يُتلفظ بها وإن لم يُقصد بها المعنى القبيح الذي يورِّي به اليهود، فتتعلم الأمة –من ذلك- الدقة في كل شيء، فإن كانت الأمة مطالبة بالدقة فيما تتكلم به وفيما تخاطب بها قيادتها؛ فمن باب أولى أن تكون دقيقة في أفعالها ومعاملاتها وعلاقاتها واختياراتها.

- ومن هذه القيم: (التميز):

فالأمة يجب أن تكون متميزة عن غيرها، فإن كان اليهود يستخدمون تلك الكلمة؛ فلْتتميز هذه الأمة عنهم وإن كانت لا تقصد بهذه الكلمة المعنى القبيح الذي يقصده اليهود، ولتكن لهذه الأمة القائدة مصطلحاتها وألفاظها الخاصة البعيدة عن الشبهات تتميز بها وتعتز بها، وهذا أصل شرعي أصَّله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في قوله: (من تشبه بقوم فهو منهم).

وقد بيَّن الله –سبحانه وتعالى- السبب في استخدام اليهود لهذه الكلمة وما شابه هذا -التصرف من أفعال أخرى من تصرفاتهم الخسيسة- في الآية التي تليها، فقال: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير من ربكم)، فهم يكرهون أن ينزل هذا الخير وهذا الوحي والرسالة على النبي –صلى الله عليه وسلم-، ويحسدون المؤمنين على ما منَّ الله عليهم به.

- ومن هذه القيم (المحاسبة):

فالأمة التي تُحاسَب على لفظها وكلماتها، وينزل النداء الرباني يغيِّر ألفاظها ومصطلحاتها وإن لم يقصدوا بها سوءًا= حريٌّ بأفرادها أن يحاسبوا أنفسهم على أفعالهم؛ صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، وأن تكون المحاسبة قيمة أساسية في تعاملاتها، لا تفرق بين فعل وفعل، وبين شخص وشخص.

ثم أن يكون هذا النداء الإلهي هو أول نداء لأهل الإيمان في القرآن على ترتيب المصحف؛ وكأن فيه إشارة لقارئ القرآن أن هذا النداء هو الباب لما بعده من النداءات، وأن اللسان هو مفتاح أبواب الخير أو مغلاقها، كما ورد في حديث معاذ بن جبل –رضي الله عنه- عندما سأل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار، فأجابه ثم زاده من الخير فدله على أبواب الخير، وذكر له رأس الأمر وعمود وذروة سنامه، ثم قال له: (ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟)، فقال معاذ: بلى يا رسول الله! فأمسك النبي –صلى الله عليه وسلم- بلسانه وقال: (أملك عليك هذا)، فقال معاذ: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلى حصائد ألسنتهم؟!).

(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) نبراس قِيَمٍ تصنع أمة!

[جريدة الفتح - عدد 93 - 19-7-2013]

نشر في : 7:06 م |  من طرف Unknown

الأحد، 7 يوليو 2013

أيها الداعية انتشل نفسك..
رمضان يدق الباب!



في هذه الأحداث الملتهبة يهل شهر رمضان.. فانتبه أيها الداعية!

أعلم أنك منشغل بالأحداث، وقد تكون غارقًا في التحليلات والهموم، وقد يكون قلبك بعيدًا وتجد في قلبك وحشة، ولكن شئت أم أبيت لقد أقبل شهر رمضان!

شئت أم أبيت.. سيصوم الناس، ويقصدون بيوت الله، ويصلون التروايح ككل عام، ولن تستطيع أن تؤجل ذلك لأيام أو أسابيع!

فانتبه، وانتشل نفسك الآن من أمواج المشاعر المضطربة.. الناس الآن تدخل بيوت الله، وهذا أعظم مواسم البذر والزرع في قلوب الخلق؛ فلا تضيعه.

وتعظم مسئوليتك ويزداد الحمل على كتفيك هذا العام خاصة:

- فمن التحديات هذا العام انشغال الناس بمتابعة الأحداث ليلاً ونهارًا، بالإضافة إلى وباء التحليل السياسي ممن يفقه وممن لا يفقه.

- ومن التحديات أيضًا أن الكثيرين يربطون حالة الفشل السياسي الواقع بالإسلام أو بالتجربة الإسلامية.

- ومن التحديات الجرأة على الدعاة والخطباء وكسر حاجز التوقير إلى حد ما.

فينبغي على الدعاة استغلال هذا الموسم لعلاج هذه الآفات، ولاجتثاث هذه الشجرة الخبيثة التي بذر بذورَها أصحاب الممارسات الخاطئة -غفر الله لنا جميعًا-، وسقاها الإعلام الفاسد، فتشققت الأرض عن هذا النبت الشيطاني الخبيث، والذي يسهل اجتثاثه بعون الله تعالى قبل أن يكبر وتتوغل جذوره إذا: أخلصنا النية، واستعنا بالله، وبذلنا الوسع، وشمرنا عن ساعد الجد.

وإليك -يا حامل اللواء- هذه الوصايا:

- اهتم بتأسيس معاني الإسلام والإيمان والالتزام بالشرع في النفوس، وتجريد هذه المعاني من أخطاء التطبيق (الإسلام والإيمان والإحسان نقيًا صافيًا من مصادره).

- لكلام الله سطوة على النفوس، ولكلام نبيه أثر يتجاوز كلام البشر، فاجعلهما منطلقك في دعوتك وكلماتك (قل إنما أنذركم بالوحي).

- سيجلس أمامك مؤيد ومعارض، وأنت تدعو الجميع إلى دين الله وتعبِّدهم لله، فلا تحوِّل مكانك كداعية إلى منصة تراشُق مع مخالفك، ولا تبدأ بما يجعله يصم أذنيه عنك؛ اهتم بغرس الأصل أولاً والفرع يأتي تبعًا، و(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

- لحال قلبك مع الله أعظم الأثر في بركة كلماتك وتأثيرها في قلوب الخلق، فلا تُغفل حالك مع الله.

وفقني الله وإياك لمرضاته.

أيها الداعية انتشل نفسك.. رمضان يدق الباب!

أيها الداعية انتشل نفسك..
رمضان يدق الباب!



في هذه الأحداث الملتهبة يهل شهر رمضان.. فانتبه أيها الداعية!

أعلم أنك منشغل بالأحداث، وقد تكون غارقًا في التحليلات والهموم، وقد يكون قلبك بعيدًا وتجد في قلبك وحشة، ولكن شئت أم أبيت لقد أقبل شهر رمضان!

شئت أم أبيت.. سيصوم الناس، ويقصدون بيوت الله، ويصلون التروايح ككل عام، ولن تستطيع أن تؤجل ذلك لأيام أو أسابيع!

فانتبه، وانتشل نفسك الآن من أمواج المشاعر المضطربة.. الناس الآن تدخل بيوت الله، وهذا أعظم مواسم البذر والزرع في قلوب الخلق؛ فلا تضيعه.

وتعظم مسئوليتك ويزداد الحمل على كتفيك هذا العام خاصة:

- فمن التحديات هذا العام انشغال الناس بمتابعة الأحداث ليلاً ونهارًا، بالإضافة إلى وباء التحليل السياسي ممن يفقه وممن لا يفقه.

- ومن التحديات أيضًا أن الكثيرين يربطون حالة الفشل السياسي الواقع بالإسلام أو بالتجربة الإسلامية.

- ومن التحديات الجرأة على الدعاة والخطباء وكسر حاجز التوقير إلى حد ما.

فينبغي على الدعاة استغلال هذا الموسم لعلاج هذه الآفات، ولاجتثاث هذه الشجرة الخبيثة التي بذر بذورَها أصحاب الممارسات الخاطئة -غفر الله لنا جميعًا-، وسقاها الإعلام الفاسد، فتشققت الأرض عن هذا النبت الشيطاني الخبيث، والذي يسهل اجتثاثه بعون الله تعالى قبل أن يكبر وتتوغل جذوره إذا: أخلصنا النية، واستعنا بالله، وبذلنا الوسع، وشمرنا عن ساعد الجد.

وإليك -يا حامل اللواء- هذه الوصايا:

- اهتم بتأسيس معاني الإسلام والإيمان والالتزام بالشرع في النفوس، وتجريد هذه المعاني من أخطاء التطبيق (الإسلام والإيمان والإحسان نقيًا صافيًا من مصادره).

- لكلام الله سطوة على النفوس، ولكلام نبيه أثر يتجاوز كلام البشر، فاجعلهما منطلقك في دعوتك وكلماتك (قل إنما أنذركم بالوحي).

- سيجلس أمامك مؤيد ومعارض، وأنت تدعو الجميع إلى دين الله وتعبِّدهم لله، فلا تحوِّل مكانك كداعية إلى منصة تراشُق مع مخالفك، ولا تبدأ بما يجعله يصم أذنيه عنك؛ اهتم بغرس الأصل أولاً والفرع يأتي تبعًا، و(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

- لحال قلبك مع الله أعظم الأثر في بركة كلماتك وتأثيرها في قلوب الخلق، فلا تُغفل حالك مع الله.

وفقني الله وإياك لمرضاته.

نشر في : 4:33 م |  من طرف Unknown

السبت، 8 يونيو 2013

تغريدات #قصة_السحابة
(12 تغريدة)

روى مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان،
فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حَرَّة،
فإذا شَرْجَة من تلك الشِّرَاج قد استوعبت ذلك الماء كله،
فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمِسْحاته،
فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟
قال: فلان -للاسم الذي سمع في السحابة-،
فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟
فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك،
فما تصنع فيها؟
قال: أما إذ قلت هذا؛ فإني أنظر إلى ما يخرج منها،
فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثه)
وفي رواية: (وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل)

غريب الحديث:
(اسق حديقة فلان) الحديقة القطعة من النخيل وتطلق على الأرض ذات الشجر
(فتنحى ذلك السحاب) معنى تنحى: قصد، يقال: تنحيت الشيء وانتحيته ونحوته إذا قصدته، ومنه سمي علم النحو لأنه قصد كلام العرب
(حَرَّة) الحرة أرض بها حجارة سود كثيرة
(شَرْجَة) وجمعها شراج وهي مسايل الماء في الحرار.
(بمِسْحاته) قال في القاموس: سحا الطين يسحيه ويسحوه ويسحاه سحوًا: قشره وجرفه، والمسحاة ما سحي به

التغريدات:

* ملَك مرسل - سحابة مأمورة - مطر ينهمر - شرجة تجمع الماء ...
كونٌ يسخَّر لعبد أطاع!

* لم تكن مكافأته بأن ينمو زرعه دون أن يعمل؛
بل كانت بتيسير أسباب الزرع، فلم يكف عن العمل!
وقفة تحتاج إلى مزيد تأمل!

* كم من (مزارع - تاجر - حرفي - ..) بيننا، ولهم من الكرامات كما لهذا الرجل،
إلا أنه لم يُقدَّر لنا أن نسمع الملَك!

* من ثمرات استيعاب معنى العبادة الشامل:
أن تعرف أن من الناس من يسبق بعمل قد لا يخطر على بالك،
فيكسر ذلك عُجبَك، ويورثك ذلة لربك!

* اضرب بسهم في كل باب من أبواب الخير؛
فلا تدري أي سهم يُبلغك المراد!

* (اسق حديقة فلان)
الملَك يعرف اسمه،
والسحابة تعرف أيضا، وتمتثل..
كم من خفيٍّ لا يعرفه الناس يتردد اسمه في جنبات الكون!

* الكون من حولنا يسبّح..
فمَن سبَح مع تياره العابد؛ وافق الكونَ، ووافقه الكونُ!
ومَن خالف نظامه؛ سبح ضد التيار، فهلك!

* تحقيق التوازن عبادةٌ!
(أتصدق بثلث، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه)

* أتصدق بثلث= طاعة
آكل أنا وعيالي ثلثا= مباح
وأرد فيها ثلثه= مباح
وبالنية الصالحة: ترتفع المباحات إلى درجة الطاعات والقربات

* (أتصدق بثلثه)
الصدقة:
- شكر على النعمة
- جالبة للمزيد
- سبب للبركة
- مطفئة للخطيئة

* (آكل أنا وعيالي ثلثا)
سعيك على من تعول:
-يسد عليهم باب سؤال الناس
-يرسخ في نفوسهم عزة النفس
-يقطع دعوى أكل الحرام بعلة الحاجة

* (أرد فيها ثلثا)
النظرة المستقبلية والعمل لغد لا يُعارض التوكل
علّق قلبك بالله، ثم خذ بأسبابه كما أمر!

تغريدات (قصة السحابة)

تغريدات #قصة_السحابة
(12 تغريدة)

روى مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان،
فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حَرَّة،
فإذا شَرْجَة من تلك الشِّرَاج قد استوعبت ذلك الماء كله،
فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمِسْحاته،
فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟
قال: فلان -للاسم الذي سمع في السحابة-،
فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟
فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك،
فما تصنع فيها؟
قال: أما إذ قلت هذا؛ فإني أنظر إلى ما يخرج منها،
فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرد فيها ثلثه)
وفي رواية: (وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل)

غريب الحديث:
(اسق حديقة فلان) الحديقة القطعة من النخيل وتطلق على الأرض ذات الشجر
(فتنحى ذلك السحاب) معنى تنحى: قصد، يقال: تنحيت الشيء وانتحيته ونحوته إذا قصدته، ومنه سمي علم النحو لأنه قصد كلام العرب
(حَرَّة) الحرة أرض بها حجارة سود كثيرة
(شَرْجَة) وجمعها شراج وهي مسايل الماء في الحرار.
(بمِسْحاته) قال في القاموس: سحا الطين يسحيه ويسحوه ويسحاه سحوًا: قشره وجرفه، والمسحاة ما سحي به

التغريدات:

* ملَك مرسل - سحابة مأمورة - مطر ينهمر - شرجة تجمع الماء ...
كونٌ يسخَّر لعبد أطاع!

* لم تكن مكافأته بأن ينمو زرعه دون أن يعمل؛
بل كانت بتيسير أسباب الزرع، فلم يكف عن العمل!
وقفة تحتاج إلى مزيد تأمل!

* كم من (مزارع - تاجر - حرفي - ..) بيننا، ولهم من الكرامات كما لهذا الرجل،
إلا أنه لم يُقدَّر لنا أن نسمع الملَك!

* من ثمرات استيعاب معنى العبادة الشامل:
أن تعرف أن من الناس من يسبق بعمل قد لا يخطر على بالك،
فيكسر ذلك عُجبَك، ويورثك ذلة لربك!

* اضرب بسهم في كل باب من أبواب الخير؛
فلا تدري أي سهم يُبلغك المراد!

* (اسق حديقة فلان)
الملَك يعرف اسمه،
والسحابة تعرف أيضا، وتمتثل..
كم من خفيٍّ لا يعرفه الناس يتردد اسمه في جنبات الكون!

* الكون من حولنا يسبّح..
فمَن سبَح مع تياره العابد؛ وافق الكونَ، ووافقه الكونُ!
ومَن خالف نظامه؛ سبح ضد التيار، فهلك!

* تحقيق التوازن عبادةٌ!
(أتصدق بثلث، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه)

* أتصدق بثلث= طاعة
آكل أنا وعيالي ثلثا= مباح
وأرد فيها ثلثه= مباح
وبالنية الصالحة: ترتفع المباحات إلى درجة الطاعات والقربات

* (أتصدق بثلثه)
الصدقة:
- شكر على النعمة
- جالبة للمزيد
- سبب للبركة
- مطفئة للخطيئة

* (آكل أنا وعيالي ثلثا)
سعيك على من تعول:
-يسد عليهم باب سؤال الناس
-يرسخ في نفوسهم عزة النفس
-يقطع دعوى أكل الحرام بعلة الحاجة

* (أرد فيها ثلثا)
النظرة المستقبلية والعمل لغد لا يُعارض التوكل
علّق قلبك بالله، ثم خذ بأسبابه كما أمر!

نشر في : 5:23 ص |  من طرف Unknown

السبت، 1 يونيو 2013

تغريدات #قاتل_المائة
حول حديث قاتل المائة نفس
(40 تغريدة)


روى البخاري ومسلم -واللفظ له- عن أبي سعيد الخدري، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا،
فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب،
فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا؛ فهل له من توبة؟
فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة،
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم،
فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟
انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم،
ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء،
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت،
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب،
فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله،
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط،
فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم،
فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له،
فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد،
فقبضته ملائكة الرحمة)
قال قتادة: فقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره
وعند البخاري: (فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له)

التغريدات:

* ما زال السكين يقطر دما،
ولكنها لحظة يقظة يمن الله بها يتساءل فيها المرء: هل لي من توبة؟!
فبين مغتنم يقظ ومضيّع غافل!

* بين أمواج الغفلة قد يلفح وجهك نسيمُ أنسٍ: (هل لي من توبة)
فتشبث به ولا تتجاوزه؛ فذاك طوق نجاة!

* كل نجاح في الحياة له نقطة انطلاق
ونقطة الانطلاق بذرتها: لحظة يقظة
فالتقط لحظة اليقظة وابذرها
ثم كن لها خير راعٍ؛ تذق حلو ثمرها!

* يموت صاحب الإرادة، وتظل هي سراجا للناس بقدر قوتها في نفسه!
صدقت إرادة الرجل، فأحياه الله رمزا للتوبة في الأمة الخاتمة

* سأل عن (أعلم) فدُل على (راهب) فأساء الجواب فقتله!
اختلال معايير التقييم = مدمِّر الفُرص!

* الدال على الراهب:
يتأفف كثيرا من المفسدين حوله،
ويغفل عن أنه من قطع حبل الوصال بعد أن تشبّثوا به!

* الدال على الراهب:
تأتيه فرصة التغيير ثم تنزلق من بين يديه!
فالخطوات العشوائية (فدلوه على راهب) -وإن صلحت النية- لا تصنع تغييرا!

* الدال على الراهب:
لا يعرف معايير حاديه في الطريق،
فمن المنطقي أن يعجز عن دلالة الناس على حاديهم!

* الدال على الراهب:
نموذج تضييع الفرص بسبب عدم مراعاة التخصص (العالم - الراهب)

* الأمة تحتاج إلى (العالم) وإلى (الراهب)
ولكن: (العالم في مكانه) و(الراهب في مكانه)
#إدارة_الموارد_البشرية

* سلسلة القول بغير علم:
1- دلوني على عالم--> يدلونه على راهب
2- هل لي من توبة--> الجواب: لا
ثقافة (لا أدري) حصن للمجتمع من الشرور

* وإن لم تحسن طائفة إدارة مواردها البشرية؛
فإن ثقافة (لا أدري) كفيلة بأن تجعل الماء يندفع في جداوله حتى يصل إلى مكانه الصحيح!

* (فسأل عن أعلم أهل الأرض)
سؤاله لا يحتاج أعلم أهل الأرض ليجيبه؛
لكن السائل لا يكاد يرى بعينيه إلا مسألته،
فانتبه لذلك متى سُئلت

* (فسأل عن أعلم أهل الأرض)
لا تكن ممن لا يأتمن طبيبا غير متمرس على بدنه،
ثم يأتمن جاهلا على دينه!
الأمر دين، فانظر عمن تأخذه!

* كيف تعامل مع المشكلة؟
-الاعتراف بها(قتلت تسعا وتسعين نفسا)
-تحديد الهدف(فهل لي من توبة)
-البحث عن الحل(بالذهاب للعالم وسؤاله)

* قد يكون الراهب من أهل الصلاة والذكر،
إلا أنه لم يدرك بعقله سعة رحمة الله وفضله ومغفرته،
ومثل هذا الإدراك لا يأتي إلا بالعلم

* أذهلت شناعة الجرم الراهبَ عن كونه أمام قاتل لن يتورع أن يقتله متى علم ألا توبة له!
تحكم في انفعالاتك، واحكم بالميزان لا العاطفة

* (فقتله.. ثم سأل مرة أخرى)
الصدق يولّد الإصرار ويدفن اليأس

* لماذا عاد إلى السؤال مرة أخرى؟
إنه صوت الفطرة عندما يعلو على صوت قطاع الطريق إلى الله وإن حسبوا أنهم يحسنون صنعا!

* أجابه العالم: نعم،
ثم قال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟
ليقطع السبيل على الجهال أن يبثوا اليأس في قلب الرجل مرة أخرى

* تتوب، ويتقبل الله منك،
ولكن لابد من تحصين التوبة
(ومن يحول بينك وبين التوبة --> انطلق إلى أرض كذا)

* من حصون التوبة: أن تكون بين أناس يعبدون الله فتعبد الله معهم؛
فالذئب يأكل من الغنم القاصية

* بلدة سوء يقتل فيها مائة نفس ولا يؤخذ على يديه لابد أن يرحل عنها متى صدق في توبته

* بقاؤك في المكان الذي كنت تعصي الله فيه قد يذكرك بالمعصية، فتعود في لحظة ضعف!
فلا تدع للشيطان بابا يلج منه

* من فقه الجواب:
لم يكتف العالم بإجابة سؤال الرجل (هل لي من توبة؟ نعم)؛
بل أضاف ما رأى حاجة السائل إليه (اذهب إلى أرض كذا..)

* المجتمع يحتاج إلى مَن يتوجه إليه العائدون:
- فيسمع ولا يَمَل
- ويُجيب ولا يُخِل 
- ويبث الأمل
- ثم يرشد إلى أبواب الخير

* (حتى إذا نصَّف الطريق أتاه الموت)
قد يأتيك الموت قبل أن تصل،
لكن احرص ألا يأتيك ولم تسلك الطريق بعد!

* (جاء تائبا مقبلا بقلبه على الله)
إنه الطريق المقدس الذي يُقطع بالقلوب، والأبدان تبع!

* في الدنيا تجد نفسك دوما بين طرفين يتنازعانك:
طاعة ومعصية-نشاط وكسل-بذل وبخل-..
فقس نفسك في كل واحدة إلى أيهما أنت أدنى فأنت له!

* (شبر) وراءه (قلب صادق) يكون سببا في نجاة صاحبه،
بينما لو قطع الأرض جميعها على قدميه دون هذا القلب لما نفعه ذلك شيئا

* وها هي شحنة الأمل التي بثها العالِم في نفس الرجل تتجسد واقعا محسوسا في حركة الوداع:
(فلما أتاه الموت؛ نأى بصدره)

* (فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي)
فقط أقبل؛ وسيُسخَّر لك الكون!

* كُنْ مِن أهل القرية الصالحة التي اتجه إليها الرجل،
فإن لم يكن فلا أقل من أن تميل إليها بصدرك!

* اعرف ربك حليما:
يحلم على الرجل، ولا يعجّل عليه العقوبة؛ عسى أن يرجع تائبا منيبا، وقد كان!

* اعرف ربك غفورا:
يأتيه العبد بقراب الأرض خطايا، وبقلب منكسر نادم، فيغفر له ولا يبالي!

* اعرف ربك غنيا:
يأتيه عبد فقير لم يقدم شيئا سوى قلب مقبل، فيعفو عنه ويرفع درجته!

* اعرف ربك شكورا:
يقبل عليه الرجل تائبا صادقا:
- فيغفر له
- ويسخر له الأرض
- وينزل فيه وحيا
- ويخلد ذكره على لسان خير خلقه

* حوصر الرجل بنموذجين ممثلين للشر:
1- قرية سوء (لا تنهى عن المنكر)
2- راهب جاهل (يسد أبواب الأمل)

* حوصر الرجل بنموذجين ممثلين للخير:
1- قرية صالحة (يتجه إليها ليعبد الله مع أهلها)
2- عالم رباني (يرشد ويفتح أبواب الأمل)

* في طريقك إلى الله ستجد:
القرية الصالحة وقرية السوء
والراهب الجاهل والعالم الرباني
فاتخذ من قصة ذلك الرجل نبراسا؛ تبصر الطريق!


محمد مصطفى عبد المجيد

تغريدات قصة (قاتل المائة نفس)

تغريدات #قاتل_المائة
حول حديث قاتل المائة نفس
(40 تغريدة)


روى البخاري ومسلم -واللفظ له- عن أبي سعيد الخدري، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا،
فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب،
فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا؛ فهل له من توبة؟
فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة،
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم،
فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟
انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم،
ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء،
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت،
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب،
فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله،
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط،
فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم،
فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له،
فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد،
فقبضته ملائكة الرحمة)
قال قتادة: فقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره
وعند البخاري: (فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له)

التغريدات:

* ما زال السكين يقطر دما،
ولكنها لحظة يقظة يمن الله بها يتساءل فيها المرء: هل لي من توبة؟!
فبين مغتنم يقظ ومضيّع غافل!

* بين أمواج الغفلة قد يلفح وجهك نسيمُ أنسٍ: (هل لي من توبة)
فتشبث به ولا تتجاوزه؛ فذاك طوق نجاة!

* كل نجاح في الحياة له نقطة انطلاق
ونقطة الانطلاق بذرتها: لحظة يقظة
فالتقط لحظة اليقظة وابذرها
ثم كن لها خير راعٍ؛ تذق حلو ثمرها!

* يموت صاحب الإرادة، وتظل هي سراجا للناس بقدر قوتها في نفسه!
صدقت إرادة الرجل، فأحياه الله رمزا للتوبة في الأمة الخاتمة

* سأل عن (أعلم) فدُل على (راهب) فأساء الجواب فقتله!
اختلال معايير التقييم = مدمِّر الفُرص!

* الدال على الراهب:
يتأفف كثيرا من المفسدين حوله،
ويغفل عن أنه من قطع حبل الوصال بعد أن تشبّثوا به!

* الدال على الراهب:
تأتيه فرصة التغيير ثم تنزلق من بين يديه!
فالخطوات العشوائية (فدلوه على راهب) -وإن صلحت النية- لا تصنع تغييرا!

* الدال على الراهب:
لا يعرف معايير حاديه في الطريق،
فمن المنطقي أن يعجز عن دلالة الناس على حاديهم!

* الدال على الراهب:
نموذج تضييع الفرص بسبب عدم مراعاة التخصص (العالم - الراهب)

* الأمة تحتاج إلى (العالم) وإلى (الراهب)
ولكن: (العالم في مكانه) و(الراهب في مكانه)
#إدارة_الموارد_البشرية

* سلسلة القول بغير علم:
1- دلوني على عالم--> يدلونه على راهب
2- هل لي من توبة--> الجواب: لا
ثقافة (لا أدري) حصن للمجتمع من الشرور

* وإن لم تحسن طائفة إدارة مواردها البشرية؛
فإن ثقافة (لا أدري) كفيلة بأن تجعل الماء يندفع في جداوله حتى يصل إلى مكانه الصحيح!

* (فسأل عن أعلم أهل الأرض)
سؤاله لا يحتاج أعلم أهل الأرض ليجيبه؛
لكن السائل لا يكاد يرى بعينيه إلا مسألته،
فانتبه لذلك متى سُئلت

* (فسأل عن أعلم أهل الأرض)
لا تكن ممن لا يأتمن طبيبا غير متمرس على بدنه،
ثم يأتمن جاهلا على دينه!
الأمر دين، فانظر عمن تأخذه!

* كيف تعامل مع المشكلة؟
-الاعتراف بها(قتلت تسعا وتسعين نفسا)
-تحديد الهدف(فهل لي من توبة)
-البحث عن الحل(بالذهاب للعالم وسؤاله)

* قد يكون الراهب من أهل الصلاة والذكر،
إلا أنه لم يدرك بعقله سعة رحمة الله وفضله ومغفرته،
ومثل هذا الإدراك لا يأتي إلا بالعلم

* أذهلت شناعة الجرم الراهبَ عن كونه أمام قاتل لن يتورع أن يقتله متى علم ألا توبة له!
تحكم في انفعالاتك، واحكم بالميزان لا العاطفة

* (فقتله.. ثم سأل مرة أخرى)
الصدق يولّد الإصرار ويدفن اليأس

* لماذا عاد إلى السؤال مرة أخرى؟
إنه صوت الفطرة عندما يعلو على صوت قطاع الطريق إلى الله وإن حسبوا أنهم يحسنون صنعا!

* أجابه العالم: نعم،
ثم قال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟
ليقطع السبيل على الجهال أن يبثوا اليأس في قلب الرجل مرة أخرى

* تتوب، ويتقبل الله منك،
ولكن لابد من تحصين التوبة
(ومن يحول بينك وبين التوبة --> انطلق إلى أرض كذا)

* من حصون التوبة: أن تكون بين أناس يعبدون الله فتعبد الله معهم؛
فالذئب يأكل من الغنم القاصية

* بلدة سوء يقتل فيها مائة نفس ولا يؤخذ على يديه لابد أن يرحل عنها متى صدق في توبته

* بقاؤك في المكان الذي كنت تعصي الله فيه قد يذكرك بالمعصية، فتعود في لحظة ضعف!
فلا تدع للشيطان بابا يلج منه

* من فقه الجواب:
لم يكتف العالم بإجابة سؤال الرجل (هل لي من توبة؟ نعم)؛
بل أضاف ما رأى حاجة السائل إليه (اذهب إلى أرض كذا..)

* المجتمع يحتاج إلى مَن يتوجه إليه العائدون:
- فيسمع ولا يَمَل
- ويُجيب ولا يُخِل 
- ويبث الأمل
- ثم يرشد إلى أبواب الخير

* (حتى إذا نصَّف الطريق أتاه الموت)
قد يأتيك الموت قبل أن تصل،
لكن احرص ألا يأتيك ولم تسلك الطريق بعد!

* (جاء تائبا مقبلا بقلبه على الله)
إنه الطريق المقدس الذي يُقطع بالقلوب، والأبدان تبع!

* في الدنيا تجد نفسك دوما بين طرفين يتنازعانك:
طاعة ومعصية-نشاط وكسل-بذل وبخل-..
فقس نفسك في كل واحدة إلى أيهما أنت أدنى فأنت له!

* (شبر) وراءه (قلب صادق) يكون سببا في نجاة صاحبه،
بينما لو قطع الأرض جميعها على قدميه دون هذا القلب لما نفعه ذلك شيئا

* وها هي شحنة الأمل التي بثها العالِم في نفس الرجل تتجسد واقعا محسوسا في حركة الوداع:
(فلما أتاه الموت؛ نأى بصدره)

* (فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي)
فقط أقبل؛ وسيُسخَّر لك الكون!

* كُنْ مِن أهل القرية الصالحة التي اتجه إليها الرجل،
فإن لم يكن فلا أقل من أن تميل إليها بصدرك!

* اعرف ربك حليما:
يحلم على الرجل، ولا يعجّل عليه العقوبة؛ عسى أن يرجع تائبا منيبا، وقد كان!

* اعرف ربك غفورا:
يأتيه العبد بقراب الأرض خطايا، وبقلب منكسر نادم، فيغفر له ولا يبالي!

* اعرف ربك غنيا:
يأتيه عبد فقير لم يقدم شيئا سوى قلب مقبل، فيعفو عنه ويرفع درجته!

* اعرف ربك شكورا:
يقبل عليه الرجل تائبا صادقا:
- فيغفر له
- ويسخر له الأرض
- وينزل فيه وحيا
- ويخلد ذكره على لسان خير خلقه

* حوصر الرجل بنموذجين ممثلين للشر:
1- قرية سوء (لا تنهى عن المنكر)
2- راهب جاهل (يسد أبواب الأمل)

* حوصر الرجل بنموذجين ممثلين للخير:
1- قرية صالحة (يتجه إليها ليعبد الله مع أهلها)
2- عالم رباني (يرشد ويفتح أبواب الأمل)

* في طريقك إلى الله ستجد:
القرية الصالحة وقرية السوء
والراهب الجاهل والعالم الرباني
فاتخذ من قصة ذلك الرجل نبراسا؛ تبصر الطريق!


محمد مصطفى عبد المجيد

نشر في : 2:36 م |  من طرف Unknown
back to top