الأربعاء، 20 مارس 2013

وما زلت أتأمل (خواطر)

نشرت من طرف : Unknown  |  في  5:12 ص


وما زلت أتأمل 
(خواطر)

رفعت عينىّ إلى السماء .. السماء بلونها الداكن الذى ليس له شبيه .. تتلألأ فيها بعض الأنجم كأنها قوارب تحمل مشاعلاً فى عرض البحر المظلم ..

وما زلت أتأمل ..

أرى بعض السحب الراسية فى السماء كأنها قطع من القطن المنتوف الملقى على سدال أسود .. أنظر .. أبحث عن القمر .. لا أجده .. يبدو أنه قد اختفى فى استحياء وراء بعض هذه السحب..

وما زلت أتأمل ..

أنخفض بمستوى نظرى قليلاً فيصطدم بالأفق .. برفق .. ما زلت مغرماً بالأفق الذى يعده الرائى مكاناً تلتقى فيه السماء والبحر معاً .. أخترق الأفق بنظرى .. أحاول أن أتخطاه .. لا أستطيع .. أنخفض مرة أخرى بعينىّ ..

وما زلت أتأمل ..

تلتقى عيناى بالبحر الخضم الذى تتسابق فيه الأمواج تسابق الخيول البيضاء فى الصحراء ، ويتناثر حولها الزبد تناثر الغبار تحت أقدام الخيول .. أحياناً تكلّ إحدى الأمواج فتخذل وتختفى مع مستوى الماء .. بينما تسارع منافستها لتلحق بأخرى تسبقها فتتعثر فيها عند الشاطئ .. تنسدل على الرمال انسدال الشهد من خلايا النحل ثم تعود منحسرة مرة أخرى إلى البحر لتتعثر بها موجة أخرى .. وهكذا ..

وما زلت أتأمل ..

أتأمل عرض البحر بالمصابيح المتلألئة على سطحه وأنظر إلى السماء .. أشعر أن السماء والبحر متصلان .. اللون الداكن .. نجوم البحر وقوارب السماء .. سحب البحر وأمواج السماء .. ولكن الفاصل هذا الخط الغامض .. خط الأفق ..

سبحان الله الخالق القادر ..

أنخفض – مرة أخرى – بمستوى نظرى فأرى عجباً .. 
أرى المعصية والفسق والمجون .. 
الصحف تملأ بالذنوب .. 
النكت تُنكَت فى القلوب ..
الشيطان يكاد يرقص طرباً وفرحاً من تلك العيوب ..
خشية الله زالت من الأفئدة إلا من رحم ربى .. رجاؤه تحطم مع الأعمدة إلا من رحم ربى ..

سبحان الله الحليم الصبور ..

عاودت النظر للمرة الأخيرة إلى السماء ثم هتفت من أعماق قلبى :
- اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشدٍ .. يا قدير .. يا حليم ..

قال تعالى :
{ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم ، إن فى ذلك لآياتٍ لأولى النهى }
( طه – 127 )



(من أرشيف كتاباتي القديمة)

نشرت بمنتدى البراحة في 11/9/2001م

التسميات : ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

Blog Archive

back to top