رحلتي مع المنفلوطي
(5)
من أكثر ما ينتقده المنفلوطي ويضيق به دائمًا: التكلف في استخدام التراكيب اللغوية، والمحسنات البديعية، ونحو ذلك.
وقد ذكر عن نفسه أنه متى رأى المعنى قد قام دونه ستارٌ من التراكيب فإن الأمر يحتمل عنده عدة احتمالات، أذكرها مختصرة:
1. أن القائل ضعيف المادة اللغوية، فهو يعجز عن الإفضاء بما في نفسه، فيستعير ألفاظًا أخرى.
2. أو أن القائل جاهل لم يستوِ له المعنى الذي يريده، فلا سبيل له إلى الإفصاح عنه!
3. أو أن القائل داهية محتال، علم أن المعنى الذي يجول بخاطره تافه، فأراد أن يزخرفه في أعين الناس.
4. أو أن القائل عاجز ضعيف القوة النفسية، علم أن الناس لا يستسيغون إلا ما كان معقدًا، وإذا جاءهم سلسًا زهدوا فيه.
5. أو أن القائل أعجمي، يظن أن اللغة العربية حروف وكلمات، فينطق بالشيء أشبه الأشياء لما يترجمه بعض المترجمين من اللغات الأعجمية ترجمة حرفية.
0 التعليقات: