الأحد، 31 مارس 2013

دعوةٌ.. وقلب

نشرت من طرف : Unknown  |  في  5:06 م

دعوةٌ.. وقلب

قصَّ عليَّ قصةَ توبةٍ مِن أعجب ما سمعتُ..

إنها توبته هو..

يجلس في سيارته بجواره فتاة وبيده المخدرات، وفي المقعد الخلفي صديق له وبجواره فتاة أيضًا.. وبينما هم كذلك إذ رأى رجلاً ملتحيًا يقبل عليهم..

قال لي: لم أكن أكره في حياتي أكثر من الحكومة والشيوخ!

أخذ يتأهَّب لمشاجرة عنيفة مع الشيخ المقبل عليهم.. ولكن الرجل توقف بجوار زجاج السيارة، ونظر إليهم وتبسم في هدوء قائلاً: هداكم الله!

يقول لي: كان المتوقع منَّا أن نسخر ونتندَّر بهذا الرجل الذي ألقى كلمته وانصرف، ولكن خيَّم علينا جميعًا صمتٌ عجيبٌ، ولم ينبس أحدٌ منا ببنت شفة..

بعد أن مر اليوم يغشاه وجومٌ غريبٌ رجع إلى بيته.. وظلت صورة الشيخ تلاحقه، وابتسامته لا تفارق مخيلته، وصوته الهادئ الداعي لهم بالهداية يتردد في أذنيه فيزلزل كيانه.

يخبرني أنه ظل هكذا فترة.. يحاول أن يهرب من ذكرى ذلك الشيخ ورنين كلماته، ولكنه يعجز.. حتى جاء يوم كان في شرفة منزله، ونظر إلى السماء، ووقع في قلبه أن يذهب إلى المسجد..

ويالحسن تدبير الله عز وجل! يخبرني أنه ذهب إلى مسجد فوجد إمام المسجد هو ذلك الشيخ الذي رآه ودعا له.. تذكَّره الشيخُ بمجرد أن رآه، ثم دفعه إلى بعض الإخوة بالمسجد..

عولج من الإدمان على أيديهم بفضل الله، وحَسُن التزامه..

قلت له: سبحان الله.. دعاء من كلمتين جعله الله سببًا في تغيُّر حالك وإنقاذك من الهلاك..

كلمتان يسيرتان يسهل على كل أحد أن يقولهما.. ولكن هل يا ترى سيكون لهما نفس أثر دعاء هذا الشيخ؟

إن الكلمات المخلصة دون تنميق ولا تحسين تجد طريقها إلى القلوب.. وأحسب هذا الشيخ قد أخلص في دعائه، وخرجت الكلمات من قلبه، وتملكته رغبة حقيقية في هداية هذا الشاب، وتوجه بهذا الدعاء ضارعًا إلى الله عز وجل حقًّا.. ولم تكن كلماته مجرد حروف على يرددها على أطراف اللسان.

هذا الأخ المهتدي إذا رأيتَه وتأملتَ عبادته وحسنَ سمتِه؛ لقلتَ:
سبحان الله.. يا لها من دعوة.. ويا له من قلب خرجت منه!

---------------------------------
* قصة حقيقية قصها عليَّ صاحبها بنفسه.

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

Blog Archive

back to top