جميع المواضيع

الخميس، 25 يوليو 2013

تغريدات عن (الفتور في رمضان)
مجموعة تغريدات عن ظاهرة الفتور بعد أيام من شهر رمضان

= هل من أحد بدأ يشعر بالفتور في رمضان ؟ 

= أقصد بالفتور ضعف الهمة في الطاعة بعد أن كانت عالية في أول الشهر - التكاسل عن بعض الطاعات والتهاون فيها - ونحو ذلك

= قبل أن تعالج الفتور يجب أن تعترف بوجود المرض حتى تستشعر أهمية العلاج، فقارن بين عملك أول يوم وعملك اليوم وعزمك أول يوم وعزمك اليوم

= أخطر من الفتور الاستسلام للفتور

= من أخبث مداخل الشيطان إذا أصاب العبد فتور في أول رمضان أن يمنيه بتحسين العمل في العشر الأواخر فيضيع عليه نصف الشهر أو أكثر في الأماني

= أحد أهم أسباب فتورنا هو الذنوب: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان [ببعض ما كسبوا]) 
فالتحرر بالاستغفار هو أول طريق التخلص من الفتور

= (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) تداووا من الفتور بالاستغفار يفِضِ الله عليكم من فضله ويشرح صدوركم للطاعة

= من وسائل طرد الفتور في الطاعات الاستعانة بمقلب القلوب ودعائه أن يصرف قلبك إلى الطاعة وهو قد وعد من سأله بصدق بالإجابة (ادعوني أستجب لكم) فما بالك إن كان سؤالك فيما يحبه ويرضاه ؟!
ومن هذه الأدعية:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
"يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك"
"يا ولي الإسلام وأهله مسكني الإسلام حتى ألقاك عليه"
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
"اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك"

= مما يُدفع به الفتور أن تتقرب لله بطاعة جديدة لم تفعلها من قبل أو فعلتها منذ مدة ، فيحيا قلبك بإحياء هذه الطاعة
امش في جنازة - زر مريضًا - استخف بالليل في صدقة على أسرة فقيرة لا تعرفك - شارك في توزيع إفطار وقت المغرب - شارك في تعبئة شنط رمضان - زر مستشفى أو ملجأ أيتام .. وأبواب الطاعات مفتوحة

= مما تدفع به الفتور أن تهيج قلبك إلى ربك بالقراءة في صفاته وقدرته وكرمه وحلمه -وأقترح عليك أن يكون شيئًا لم تقرأه من قبل- أو أن تسمع محاضرة لمن يثير شوقك

= إذا دب الفتور في قلبك فقل لنفسك: إنها أيام فإما أن أكون مقبولاً فأهنأ وإما محرومًا فأعزى

= إذا أصابك الفتور فتخيل نفسك في قبرك رمضان القادم، وتذكر أماني الموتى في ركعتين - آيتين - سجدة تخفف هول القبر

[7 رمضان 1433]

تغريدات عن (الفتور في رمضان)

تغريدات عن (الفتور في رمضان)
مجموعة تغريدات عن ظاهرة الفتور بعد أيام من شهر رمضان

= هل من أحد بدأ يشعر بالفتور في رمضان ؟ 

= أقصد بالفتور ضعف الهمة في الطاعة بعد أن كانت عالية في أول الشهر - التكاسل عن بعض الطاعات والتهاون فيها - ونحو ذلك

= قبل أن تعالج الفتور يجب أن تعترف بوجود المرض حتى تستشعر أهمية العلاج، فقارن بين عملك أول يوم وعملك اليوم وعزمك أول يوم وعزمك اليوم

= أخطر من الفتور الاستسلام للفتور

= من أخبث مداخل الشيطان إذا أصاب العبد فتور في أول رمضان أن يمنيه بتحسين العمل في العشر الأواخر فيضيع عليه نصف الشهر أو أكثر في الأماني

= أحد أهم أسباب فتورنا هو الذنوب: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان [ببعض ما كسبوا]) 
فالتحرر بالاستغفار هو أول طريق التخلص من الفتور

= (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) تداووا من الفتور بالاستغفار يفِضِ الله عليكم من فضله ويشرح صدوركم للطاعة

= من وسائل طرد الفتور في الطاعات الاستعانة بمقلب القلوب ودعائه أن يصرف قلبك إلى الطاعة وهو قد وعد من سأله بصدق بالإجابة (ادعوني أستجب لكم) فما بالك إن كان سؤالك فيما يحبه ويرضاه ؟!
ومن هذه الأدعية:
"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
"يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك"
"يا ولي الإسلام وأهله مسكني الإسلام حتى ألقاك عليه"
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
"اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك"

= مما يُدفع به الفتور أن تتقرب لله بطاعة جديدة لم تفعلها من قبل أو فعلتها منذ مدة ، فيحيا قلبك بإحياء هذه الطاعة
امش في جنازة - زر مريضًا - استخف بالليل في صدقة على أسرة فقيرة لا تعرفك - شارك في توزيع إفطار وقت المغرب - شارك في تعبئة شنط رمضان - زر مستشفى أو ملجأ أيتام .. وأبواب الطاعات مفتوحة

= مما تدفع به الفتور أن تهيج قلبك إلى ربك بالقراءة في صفاته وقدرته وكرمه وحلمه -وأقترح عليك أن يكون شيئًا لم تقرأه من قبل- أو أن تسمع محاضرة لمن يثير شوقك

= إذا دب الفتور في قلبك فقل لنفسك: إنها أيام فإما أن أكون مقبولاً فأهنأ وإما محرومًا فأعزى

= إذا أصابك الفتور فتخيل نفسك في قبرك رمضان القادم، وتذكر أماني الموتى في ركعتين - آيتين - سجدة تخفف هول القبر

[7 رمضان 1433]

نشر في : 4:04 ص |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

السبت، 20 يوليو 2013

أدوية ثلاثة لمن بُغي عليه

يقع الاختلاف، وتتباين الاجتهادات، وتلك سُنة مِن سنن الله في كونه، ويظل الإنكار بين المختلفين واقعًا، بل قد يشتدُّ وتزداد حدَّته، وإن كانت هذه الشدة وتلك الحدة قد يُعفى عنهما في حين ما لظروف ما، أو لذهولٍ أصاب قلوبًا لاشتدادِ فتنةٍ؛ فإن البغي بالقول والفعل حين الاختلاف لا يُمكن أن يُتعلَّل له، والافتراء واتهام نيات الناس بالباطل لا يمكن أن يُبرَّر بحال.

تتلاطم أمواج الفتن، وتعصف الرياح بالقلوب يمنة ويسرة، ويشتد الخلاف، وقد يُقبَل، إلا أن البغي يظل سكينًا يطعن القلوب، ويورث أصحابها حزنًا وهمًّا؛ أن يأتي البغي ممن ينتسبون إلى نفس ملتهم، ويصلُّون إلى نفس قبلتهم.

فإليك –يا من بُغي عليه- من صيدلية النفوس أدوية ثلاثة اصطفيتُها لك، هي بلسم لروح مَن أصابه البغي، وافتُري عليه بالكذب والبهتان، فاقرأها بقلبك، ثم اسقه منها هنيئًا مريئًا:

- الدواء الأول: أن تعلم أن البغي مهما آلم فإنه لا يغير في الواقع شيئًا:
فكلمات الباغي تذهب مع الريح لا أثر لها، قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
ولا يذوق مرارة البغي إلا صاحبه يوم يقف بين يدي ربه، وبين يديه كتابٌ (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)، أو يذيقها الله إياه عاجلة في دنياه، وربك حكم عدل، (ولا يظلم ربك أحدًا).
فاجعل ما تراه من افتراء وكذب وبهتان دافعًا لك للعمل وتغيير الواقع، وليتعلَّق قلبك بالسماء، و لْتحرثْ يداك في الأرض، ولْتسقِ ولْتزرعْ؛ إصلاحًا وتعبيدًا للدنيا لله سبحانه وتعالى.
واعلم أنه ما نقص من نوح –عليه السلام- أن قال له قومه: (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)؛ بل ظل نوح هو نوح؛ نبي كريم من أولي العزم من الرسل.
وما نقص من هود –عليه السلام- أن قال له قومه: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء)؛ بل ظل هود هو هود؛ نبي عظيم الشأن مرسل من ربه.
وما نقص من شعيب –عليه السلام- أن قال له قومه: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز)، بل ظل شعيب هو شعيب؛ خطيب الأنبياء ونبي كريم.
وما نقص من نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- أن قال له كفار قريش: ساحر وكاهن ومجنون، بل ظل سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين.
ما نقص من هؤلاء القدوات شيء بافتراء المبطلين، بل زادوا رفعة وشرفًا بثباتهم، ودار البغي على أصحابه، فـ(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).

- وثاني هذه الأدوية: أن تنظر بعيني قلبك إلى الآخرة، وأن تعلم أن الموعد الله، (والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً):
فالدنيا قصيرة زائلة، والموعد يوم القيامة بين يدي ربٍّ عزيز قدير، وعلى الباغي تدور الدوائر، والظلم ظلمات يوم القيامة.
فمن آمن أن خصومته من الباغي عليه سيَحكم فيها الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة؛ اطمئن قلبه، وبرد صدره من ألم البغي.
وهذا المعنى من ثمرات التربية على العقيدة الصحيحة، والتربية على معاني الإيمان باليوم الآخر، ولا يعيها من اقتصرت معاني العقيدة عنده على سطورٍ في متونٍ ملقاةٍ في وادٍ، بينما هو وقلبه في وادٍ آخرَ قفرٍ غيرِ ذي زرع.

- وثالث هذه الأدوية: أن تشتكي إلى ربك مَن بغى عليك وافترى عليك كذبًا:
فإن كان المرء إذا آذاه أحد الناس اشتكاه إلى مَن له سلطان عليه؛ فاشتكِ أنت إلى ربك افتراء المفترين، وبهتان الظالمين، وقد اشتكى قبلك نبي الله يعقوب فقال: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)، واشتكى نوح فقال: (رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا، فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا)، واشتكى الكثير غيرهم من الأنبياء والمرسلين والصالحين، فكن على دربهم.
والشكوى إلى الله من أعظم ما يريح صدرك، ويزيح ألمك؛ فقد ألقيت بهمومك وشكواك ومخاصمتك بين يدي السميع العليم الذي لا تخفى عليه خافية.

وبعد أن أخذت ترياقك؛ فعلى ربك أقبل، وعن ساعديك شمِّر، وفي طريقك إلى الله انطلق، ومن نصح الناصحين استفد، وعن البغاة أعرض، وامش ولا تلتفت، وانطلق حيث مهمتك الرئيسية أيها الداعية.. يا حامل الرسالة الغراء: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).

أدوية ثلاثة لمن بُغي عليه

أدوية ثلاثة لمن بُغي عليه

يقع الاختلاف، وتتباين الاجتهادات، وتلك سُنة مِن سنن الله في كونه، ويظل الإنكار بين المختلفين واقعًا، بل قد يشتدُّ وتزداد حدَّته، وإن كانت هذه الشدة وتلك الحدة قد يُعفى عنهما في حين ما لظروف ما، أو لذهولٍ أصاب قلوبًا لاشتدادِ فتنةٍ؛ فإن البغي بالقول والفعل حين الاختلاف لا يُمكن أن يُتعلَّل له، والافتراء واتهام نيات الناس بالباطل لا يمكن أن يُبرَّر بحال.

تتلاطم أمواج الفتن، وتعصف الرياح بالقلوب يمنة ويسرة، ويشتد الخلاف، وقد يُقبَل، إلا أن البغي يظل سكينًا يطعن القلوب، ويورث أصحابها حزنًا وهمًّا؛ أن يأتي البغي ممن ينتسبون إلى نفس ملتهم، ويصلُّون إلى نفس قبلتهم.

فإليك –يا من بُغي عليه- من صيدلية النفوس أدوية ثلاثة اصطفيتُها لك، هي بلسم لروح مَن أصابه البغي، وافتُري عليه بالكذب والبهتان، فاقرأها بقلبك، ثم اسقه منها هنيئًا مريئًا:

- الدواء الأول: أن تعلم أن البغي مهما آلم فإنه لا يغير في الواقع شيئًا:
فكلمات الباغي تذهب مع الريح لا أثر لها، قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
ولا يذوق مرارة البغي إلا صاحبه يوم يقف بين يدي ربه، وبين يديه كتابٌ (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)، أو يذيقها الله إياه عاجلة في دنياه، وربك حكم عدل، (ولا يظلم ربك أحدًا).
فاجعل ما تراه من افتراء وكذب وبهتان دافعًا لك للعمل وتغيير الواقع، وليتعلَّق قلبك بالسماء، و لْتحرثْ يداك في الأرض، ولْتسقِ ولْتزرعْ؛ إصلاحًا وتعبيدًا للدنيا لله سبحانه وتعالى.
واعلم أنه ما نقص من نوح –عليه السلام- أن قال له قومه: (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)؛ بل ظل نوح هو نوح؛ نبي كريم من أولي العزم من الرسل.
وما نقص من هود –عليه السلام- أن قال له قومه: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء)؛ بل ظل هود هو هود؛ نبي عظيم الشأن مرسل من ربه.
وما نقص من شعيب –عليه السلام- أن قال له قومه: (وإنا لنراك فينا ضعيفًا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز)، بل ظل شعيب هو شعيب؛ خطيب الأنبياء ونبي كريم.
وما نقص من نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- أن قال له كفار قريش: ساحر وكاهن ومجنون، بل ظل سيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين.
ما نقص من هؤلاء القدوات شيء بافتراء المبطلين، بل زادوا رفعة وشرفًا بثباتهم، ودار البغي على أصحابه، فـ(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).

- وثاني هذه الأدوية: أن تنظر بعيني قلبك إلى الآخرة، وأن تعلم أن الموعد الله، (والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً):
فالدنيا قصيرة زائلة، والموعد يوم القيامة بين يدي ربٍّ عزيز قدير، وعلى الباغي تدور الدوائر، والظلم ظلمات يوم القيامة.
فمن آمن أن خصومته من الباغي عليه سيَحكم فيها الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة؛ اطمئن قلبه، وبرد صدره من ألم البغي.
وهذا المعنى من ثمرات التربية على العقيدة الصحيحة، والتربية على معاني الإيمان باليوم الآخر، ولا يعيها من اقتصرت معاني العقيدة عنده على سطورٍ في متونٍ ملقاةٍ في وادٍ، بينما هو وقلبه في وادٍ آخرَ قفرٍ غيرِ ذي زرع.

- وثالث هذه الأدوية: أن تشتكي إلى ربك مَن بغى عليك وافترى عليك كذبًا:
فإن كان المرء إذا آذاه أحد الناس اشتكاه إلى مَن له سلطان عليه؛ فاشتكِ أنت إلى ربك افتراء المفترين، وبهتان الظالمين، وقد اشتكى قبلك نبي الله يعقوب فقال: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)، واشتكى نوح فقال: (رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا، فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا)، واشتكى الكثير غيرهم من الأنبياء والمرسلين والصالحين، فكن على دربهم.
والشكوى إلى الله من أعظم ما يريح صدرك، ويزيح ألمك؛ فقد ألقيت بهمومك وشكواك ومخاصمتك بين يدي السميع العليم الذي لا تخفى عليه خافية.

وبعد أن أخذت ترياقك؛ فعلى ربك أقبل، وعن ساعديك شمِّر، وفي طريقك إلى الله انطلق، ومن نصح الناصحين استفد، وعن البغاة أعرض، وامش ولا تلتفت، وانطلق حيث مهمتك الرئيسية أيها الداعية.. يا حامل الرسالة الغراء: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).

نشر في : 7:07 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

الخميس، 18 يوليو 2013

نبراس قِيَم


وأنت تقرأ كتاب الله –سبحانه وتعالى- تجد أن أول نداء لأهل الإيمان على ترتيب المصحف هو قوله تعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم).

وذلك أن اليهود كانوا إذا نادوا النبي –صلى الله عليه وسلم- قالوا: راعنا، والتي يفهم منها السامع أنها من المراعاة، بينما كانوا يقولونها يورّون بالرعونة استهزاء وانتقاصًا من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وكان بعض المؤمنين إذا تكلم مع النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: راعنا، ويقصد بها المعنى الأول الحسن دون انتباه إلى مقصود اليهود في قولتهم، فنهى الله أهل الإيمان عن قول: راعنا، وأبدلهم بها (انظرنا) أي: انظر إلينا، ثم أمرهم –سبحانه- قائلاً: (واسمعوا) أي: سماع إجابة وامتثال لأوامر الله –سبحانه وتعالى-.

والمتأمل في هذا النهي الإلهي يجد أن امتثال هذا الأمر يرسّخ في نفوس أصحابه عددًا من القيم ذات الأثر الكبير في صناعة الأمم وسبقها وتقدمها:

- فمن هذه القيم: (الدقة):

فالنداء متعلق بأمر لساني، والنهي عن كلمة يُتلفظ بها وإن لم يُقصد بها المعنى القبيح الذي يورِّي به اليهود، فتتعلم الأمة –من ذلك- الدقة في كل شيء، فإن كانت الأمة مطالبة بالدقة فيما تتكلم به وفيما تخاطب بها قيادتها؛ فمن باب أولى أن تكون دقيقة في أفعالها ومعاملاتها وعلاقاتها واختياراتها.

- ومن هذه القيم: (التميز):

فالأمة يجب أن تكون متميزة عن غيرها، فإن كان اليهود يستخدمون تلك الكلمة؛ فلْتتميز هذه الأمة عنهم وإن كانت لا تقصد بهذه الكلمة المعنى القبيح الذي يقصده اليهود، ولتكن لهذه الأمة القائدة مصطلحاتها وألفاظها الخاصة البعيدة عن الشبهات تتميز بها وتعتز بها، وهذا أصل شرعي أصَّله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في قوله: (من تشبه بقوم فهو منهم).

وقد بيَّن الله –سبحانه وتعالى- السبب في استخدام اليهود لهذه الكلمة وما شابه هذا -التصرف من أفعال أخرى من تصرفاتهم الخسيسة- في الآية التي تليها، فقال: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير من ربكم)، فهم يكرهون أن ينزل هذا الخير وهذا الوحي والرسالة على النبي –صلى الله عليه وسلم-، ويحسدون المؤمنين على ما منَّ الله عليهم به.

- ومن هذه القيم (المحاسبة):

فالأمة التي تُحاسَب على لفظها وكلماتها، وينزل النداء الرباني يغيِّر ألفاظها ومصطلحاتها وإن لم يقصدوا بها سوءًا= حريٌّ بأفرادها أن يحاسبوا أنفسهم على أفعالهم؛ صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، وأن تكون المحاسبة قيمة أساسية في تعاملاتها، لا تفرق بين فعل وفعل، وبين شخص وشخص.

ثم أن يكون هذا النداء الإلهي هو أول نداء لأهل الإيمان في القرآن على ترتيب المصحف؛ وكأن فيه إشارة لقارئ القرآن أن هذا النداء هو الباب لما بعده من النداءات، وأن اللسان هو مفتاح أبواب الخير أو مغلاقها، كما ورد في حديث معاذ بن جبل –رضي الله عنه- عندما سأل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار، فأجابه ثم زاده من الخير فدله على أبواب الخير، وذكر له رأس الأمر وعمود وذروة سنامه، ثم قال له: (ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟)، فقال معاذ: بلى يا رسول الله! فأمسك النبي –صلى الله عليه وسلم- بلسانه وقال: (أملك عليك هذا)، فقال معاذ: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلى حصائد ألسنتهم؟!).

(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) نبراس قِيَمٍ تصنع أمة!

[جريدة الفتح - عدد 93 - 19-7-2013]

نبراس قِيَم

نبراس قِيَم


وأنت تقرأ كتاب الله –سبحانه وتعالى- تجد أن أول نداء لأهل الإيمان على ترتيب المصحف هو قوله تعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم).

وذلك أن اليهود كانوا إذا نادوا النبي –صلى الله عليه وسلم- قالوا: راعنا، والتي يفهم منها السامع أنها من المراعاة، بينما كانوا يقولونها يورّون بالرعونة استهزاء وانتقاصًا من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وكان بعض المؤمنين إذا تكلم مع النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: راعنا، ويقصد بها المعنى الأول الحسن دون انتباه إلى مقصود اليهود في قولتهم، فنهى الله أهل الإيمان عن قول: راعنا، وأبدلهم بها (انظرنا) أي: انظر إلينا، ثم أمرهم –سبحانه- قائلاً: (واسمعوا) أي: سماع إجابة وامتثال لأوامر الله –سبحانه وتعالى-.

والمتأمل في هذا النهي الإلهي يجد أن امتثال هذا الأمر يرسّخ في نفوس أصحابه عددًا من القيم ذات الأثر الكبير في صناعة الأمم وسبقها وتقدمها:

- فمن هذه القيم: (الدقة):

فالنداء متعلق بأمر لساني، والنهي عن كلمة يُتلفظ بها وإن لم يُقصد بها المعنى القبيح الذي يورِّي به اليهود، فتتعلم الأمة –من ذلك- الدقة في كل شيء، فإن كانت الأمة مطالبة بالدقة فيما تتكلم به وفيما تخاطب بها قيادتها؛ فمن باب أولى أن تكون دقيقة في أفعالها ومعاملاتها وعلاقاتها واختياراتها.

- ومن هذه القيم: (التميز):

فالأمة يجب أن تكون متميزة عن غيرها، فإن كان اليهود يستخدمون تلك الكلمة؛ فلْتتميز هذه الأمة عنهم وإن كانت لا تقصد بهذه الكلمة المعنى القبيح الذي يقصده اليهود، ولتكن لهذه الأمة القائدة مصطلحاتها وألفاظها الخاصة البعيدة عن الشبهات تتميز بها وتعتز بها، وهذا أصل شرعي أصَّله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في قوله: (من تشبه بقوم فهو منهم).

وقد بيَّن الله –سبحانه وتعالى- السبب في استخدام اليهود لهذه الكلمة وما شابه هذا -التصرف من أفعال أخرى من تصرفاتهم الخسيسة- في الآية التي تليها، فقال: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير من ربكم)، فهم يكرهون أن ينزل هذا الخير وهذا الوحي والرسالة على النبي –صلى الله عليه وسلم-، ويحسدون المؤمنين على ما منَّ الله عليهم به.

- ومن هذه القيم (المحاسبة):

فالأمة التي تُحاسَب على لفظها وكلماتها، وينزل النداء الرباني يغيِّر ألفاظها ومصطلحاتها وإن لم يقصدوا بها سوءًا= حريٌّ بأفرادها أن يحاسبوا أنفسهم على أفعالهم؛ صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، وأن تكون المحاسبة قيمة أساسية في تعاملاتها، لا تفرق بين فعل وفعل، وبين شخص وشخص.

ثم أن يكون هذا النداء الإلهي هو أول نداء لأهل الإيمان في القرآن على ترتيب المصحف؛ وكأن فيه إشارة لقارئ القرآن أن هذا النداء هو الباب لما بعده من النداءات، وأن اللسان هو مفتاح أبواب الخير أو مغلاقها، كما ورد في حديث معاذ بن جبل –رضي الله عنه- عندما سأل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار، فأجابه ثم زاده من الخير فدله على أبواب الخير، وذكر له رأس الأمر وعمود وذروة سنامه، ثم قال له: (ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟)، فقال معاذ: بلى يا رسول الله! فأمسك النبي –صلى الله عليه وسلم- بلسانه وقال: (أملك عليك هذا)، فقال معاذ: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلى حصائد ألسنتهم؟!).

(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا) نبراس قِيَمٍ تصنع أمة!

[جريدة الفتح - عدد 93 - 19-7-2013]

نشر في : 7:06 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

الأحد، 7 يوليو 2013

أيها الداعية انتشل نفسك..
رمضان يدق الباب!



في هذه الأحداث الملتهبة يهل شهر رمضان.. فانتبه أيها الداعية!

أعلم أنك منشغل بالأحداث، وقد تكون غارقًا في التحليلات والهموم، وقد يكون قلبك بعيدًا وتجد في قلبك وحشة، ولكن شئت أم أبيت لقد أقبل شهر رمضان!

شئت أم أبيت.. سيصوم الناس، ويقصدون بيوت الله، ويصلون التروايح ككل عام، ولن تستطيع أن تؤجل ذلك لأيام أو أسابيع!

فانتبه، وانتشل نفسك الآن من أمواج المشاعر المضطربة.. الناس الآن تدخل بيوت الله، وهذا أعظم مواسم البذر والزرع في قلوب الخلق؛ فلا تضيعه.

وتعظم مسئوليتك ويزداد الحمل على كتفيك هذا العام خاصة:

- فمن التحديات هذا العام انشغال الناس بمتابعة الأحداث ليلاً ونهارًا، بالإضافة إلى وباء التحليل السياسي ممن يفقه وممن لا يفقه.

- ومن التحديات أيضًا أن الكثيرين يربطون حالة الفشل السياسي الواقع بالإسلام أو بالتجربة الإسلامية.

- ومن التحديات الجرأة على الدعاة والخطباء وكسر حاجز التوقير إلى حد ما.

فينبغي على الدعاة استغلال هذا الموسم لعلاج هذه الآفات، ولاجتثاث هذه الشجرة الخبيثة التي بذر بذورَها أصحاب الممارسات الخاطئة -غفر الله لنا جميعًا-، وسقاها الإعلام الفاسد، فتشققت الأرض عن هذا النبت الشيطاني الخبيث، والذي يسهل اجتثاثه بعون الله تعالى قبل أن يكبر وتتوغل جذوره إذا: أخلصنا النية، واستعنا بالله، وبذلنا الوسع، وشمرنا عن ساعد الجد.

وإليك -يا حامل اللواء- هذه الوصايا:

- اهتم بتأسيس معاني الإسلام والإيمان والالتزام بالشرع في النفوس، وتجريد هذه المعاني من أخطاء التطبيق (الإسلام والإيمان والإحسان نقيًا صافيًا من مصادره).

- لكلام الله سطوة على النفوس، ولكلام نبيه أثر يتجاوز كلام البشر، فاجعلهما منطلقك في دعوتك وكلماتك (قل إنما أنذركم بالوحي).

- سيجلس أمامك مؤيد ومعارض، وأنت تدعو الجميع إلى دين الله وتعبِّدهم لله، فلا تحوِّل مكانك كداعية إلى منصة تراشُق مع مخالفك، ولا تبدأ بما يجعله يصم أذنيه عنك؛ اهتم بغرس الأصل أولاً والفرع يأتي تبعًا، و(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

- لحال قلبك مع الله أعظم الأثر في بركة كلماتك وتأثيرها في قلوب الخلق، فلا تُغفل حالك مع الله.

وفقني الله وإياك لمرضاته.

أيها الداعية انتشل نفسك.. رمضان يدق الباب!

أيها الداعية انتشل نفسك..
رمضان يدق الباب!



في هذه الأحداث الملتهبة يهل شهر رمضان.. فانتبه أيها الداعية!

أعلم أنك منشغل بالأحداث، وقد تكون غارقًا في التحليلات والهموم، وقد يكون قلبك بعيدًا وتجد في قلبك وحشة، ولكن شئت أم أبيت لقد أقبل شهر رمضان!

شئت أم أبيت.. سيصوم الناس، ويقصدون بيوت الله، ويصلون التروايح ككل عام، ولن تستطيع أن تؤجل ذلك لأيام أو أسابيع!

فانتبه، وانتشل نفسك الآن من أمواج المشاعر المضطربة.. الناس الآن تدخل بيوت الله، وهذا أعظم مواسم البذر والزرع في قلوب الخلق؛ فلا تضيعه.

وتعظم مسئوليتك ويزداد الحمل على كتفيك هذا العام خاصة:

- فمن التحديات هذا العام انشغال الناس بمتابعة الأحداث ليلاً ونهارًا، بالإضافة إلى وباء التحليل السياسي ممن يفقه وممن لا يفقه.

- ومن التحديات أيضًا أن الكثيرين يربطون حالة الفشل السياسي الواقع بالإسلام أو بالتجربة الإسلامية.

- ومن التحديات الجرأة على الدعاة والخطباء وكسر حاجز التوقير إلى حد ما.

فينبغي على الدعاة استغلال هذا الموسم لعلاج هذه الآفات، ولاجتثاث هذه الشجرة الخبيثة التي بذر بذورَها أصحاب الممارسات الخاطئة -غفر الله لنا جميعًا-، وسقاها الإعلام الفاسد، فتشققت الأرض عن هذا النبت الشيطاني الخبيث، والذي يسهل اجتثاثه بعون الله تعالى قبل أن يكبر وتتوغل جذوره إذا: أخلصنا النية، واستعنا بالله، وبذلنا الوسع، وشمرنا عن ساعد الجد.

وإليك -يا حامل اللواء- هذه الوصايا:

- اهتم بتأسيس معاني الإسلام والإيمان والالتزام بالشرع في النفوس، وتجريد هذه المعاني من أخطاء التطبيق (الإسلام والإيمان والإحسان نقيًا صافيًا من مصادره).

- لكلام الله سطوة على النفوس، ولكلام نبيه أثر يتجاوز كلام البشر، فاجعلهما منطلقك في دعوتك وكلماتك (قل إنما أنذركم بالوحي).

- سيجلس أمامك مؤيد ومعارض، وأنت تدعو الجميع إلى دين الله وتعبِّدهم لله، فلا تحوِّل مكانك كداعية إلى منصة تراشُق مع مخالفك، ولا تبدأ بما يجعله يصم أذنيه عنك؛ اهتم بغرس الأصل أولاً والفرع يأتي تبعًا، و(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

- لحال قلبك مع الله أعظم الأثر في بركة كلماتك وتأثيرها في قلوب الخلق، فلا تُغفل حالك مع الله.

وفقني الله وإياك لمرضاته.

نشر في : 4:33 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

back to top