ولكنكم تستعجلون
زاد الظلام
طال الليل
استوحشت النفس وضاقت
أعناق اشرأبت أعينها تزوغ
تتساءل.. متى البزوغ؟
ألا أنه آت
ولكنكم تستعجلون
جروح
قروح
وعلى الأشلاء مات الطموح
لا تيأسوا فالنصر آت
ولكنكم تستعجلون
سيول الدماء تفيض
طفل شريد
أب فقيد
أم تئن تحت كلب عنيد
يتساءلون
متى النصر؟
عسى أن يكون قريب
ولكنكم تستعجلون
سُجَّان
غُرْبَان
دعاةٌ خلف القضبان
ذبيح
جريح
ألمٌ يسيح
وسائلٌ يصيح..
متى يُفَكُّ أسير ؟
ويُجْبَر كسير ؟
قريباً قريباً
ولكنكم تستعجلون
أما تعلمون ؟
متى اشتد الظلام فالفجر بازغ
الضوء ظاهر
وشعاع الشمس منساب
ليتخلل الظلام
ها هي صرخات الظلم المدبر تملأ الأكوان
ها هي ظلمات اليأس تبددها أنوار الرجاء
ها هي أهوال الذل يبددها عز الكرامة
وتطلع الشمس
تطلع.. ليعود طفل إلى أحضان أبويه
تطلع.. ليجف دمع يتيم على وجنتيه
تطلع.. لتعود البسمة إلى ثغور الأرامل والثكالى
فَرِحَاتٍ بِالنصرِ.. مُتَّخِذَاتِهِ عَزَاءً
تطلع.. ليعم النور الكون.. ليزول الكفر ويسود دين رب العالمين
إنها ستطلع..
ولكنكم تستعجلون
أتى خباب بن الأرت - رضي الله عنه - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا - وكان ممن يعذب - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل ويحفر له في الأرض ويؤتى بالمنشار فيوضع فوق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه أبداً، وكان يمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ما يصرفه ذلك عن دينه أبداً.. والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه.. ولكنكم تستعجلون "
((من أرشيف كتاباتي القديمة))
0 التعليقات: