جميع المواضيع

الأحد، 31 مارس 2013


من مفاهيم الأخوة عند الصحابة

كلمة ألقيت في ندوة بعنوان "وألف بين قلوبهم" والتي عقدت المحاضرة بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بباكوس
يوم الخميس | 3 جمادى الأول 1434 هـ | 15 / 3 / 2013 


من مفاهيم الأخوة عند الصحابة (محاضرة)


من مفاهيم الأخوة عند الصحابة

كلمة ألقيت في ندوة بعنوان "وألف بين قلوبهم" والتي عقدت المحاضرة بمسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بباكوس
يوم الخميس | 3 جمادى الأول 1434 هـ | 15 / 3 / 2013 


نشر في : 7:35 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

محاضرة: "قصة توبة"

عقدت المحاضرة بمسجد فاطمة الزهراء بالظاهرية 

يوم الخميس | 9 جمادى الأولى 1434 هـ | 21 / 3 / 2013


قصة توبة (محاضرة)

محاضرة: "قصة توبة"

عقدت المحاضرة بمسجد فاطمة الزهراء بالظاهرية 

يوم الخميس | 9 جمادى الأولى 1434 هـ | 21 / 3 / 2013


نشر في : 7:30 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


قلب يُناجي !


(1)
إلهي !
يومًا ما ..
لم أكن أعرفُك ..
كم دلُّوني عليك !
ولكن الشيطان كان يسدُّ أذنيَّ ..
وكم حدَّثوني عنك !
عن رحمتك .. وإنعامك .. وحلمك ..
فكنتُ أهزُّ رأسي ..
وكان قلبي .. يحترق ..
نيرانه .. لطالما آلمتني ..
ووقفت حيالها حائرًا ..
كلما خطوتُ رأيت الأرض تتدنس بخطوي ..
وكلما لمست شيئًا رأيته ذبوله أمامي ..
كنت أسمع صراخ الكون في وجهي ..
يبغضُني ..
يشكوني ..
يلعنُني ..
لا أجدُ مَن يتبسَّم في وجهي سوى رفقاء الشر ..
وإن كنت أسمع لعنات قلوبهم تنهال على رأسي ..
..
إلهي ..
لكم هو مؤلمٌ البُعْد عنك !

(2)
رغم إعراضي .. هديتَني ..
ورغم معصيتي .. أنرتَ لي الطريق ..
فأنت الكريم الهادي ..
عندئذٍ .. انطفأ لهيب قلبي المتأجج ..
عندئذٍ ..
رأيت الكون يتبسَّم في وجهي ..
ويبارك خطوي .. سعيدًا ..
عندئذٍ .. وعندئذٍ فقط ..
عرفتُ معنى طمأنينة القلب بذكرك ..
لذة القرب في سجدة ..
طعم المناجاة في صلاة ..
حلاوة الشوق في دعاء ..
ولذة الشكر ..
على هدايةٍ أنعمتَ بها عليَّ ..
عشتُ نعيمها في الدنيا ..
وأرجو أن يَتمَّ عليَّ في الآخرة ..

(3)
إلهي ..
لا أحسب أن عبدًا يذوق القُربَ منك ..
ثم لا يجد في قلبه دافعًا لدلالة الناس على ما ذاق ..
فيقف بين خلقِكَ دالاً عليك ..
يدلُّهم .. وهو يدركُ حالهم ..
فقد ذاقه .. ولكنك أنقذته برحمتك ..
فلك الحمدُ ..
يسمع الكونُ همساته :
هذا إلهي وإلهكم ..
خلقكم ورحمكم وأنعم عليكم ..
فلماذا تُعرضون عنه ؟
وبينما هو على تلك الحال ..
يستشعر مزيدَ الفضل الذي أنعمتَ به عليه ..
فقد استعملته إلهي في دلالة الخلق عليه ..
يذوبُ قلبه ..
ينحدرُ دمعه ..
شكرًا وحياءً ..
شكرًا على ما تفضلَّت به وتكرمتَ ..
وحياءً .. فهذا القلب الذي التفتَ إلى غيرك يومًا ما ..
وهذه الجوارح التي لم تراعِ حرماتك يومًا ما ..
كان هذا حالها ..
فلما أقبلت عليكَ عفوت عنها ..
وفرحتَ بها ..
ثم أتممت عليها النعمة بأن جعلتَها دالة عليك ..
فلك الحمد .. إلهي !

(4)
وبعد أن هديتَني الطريق ..
وبعد أن ميزتُ بين الحق والباطل ..
وبعد أن استعملتني لدينك ..
ما زال الشيطان يستزلُّني ..
فأزلُّ ..
ويحترق قلبي ..
أزلُّ ..
وتنكسر نفسي ..
أزلُّ ..
ولا أستطيع أن أرفع بصري ..
أزلُّ ..
فأتألَّم .. أتوجَّع .. أصرخُ ..
فالناس يظنون بي الخير ..
ولا يدرون أني قد أقع فيما أنهاهم عنه ..
أزلُّ .. وأعلم أنك قدير ..
وأعلم أنك قادر على أن تفضحني أمامهم ..
ولكنك تسترُني ..
ولَكَم سترتني وسترتني !
ثم أعود إليك ..
فقيرًا ..
مسكينًا ..
أرفع يديَّ ..
فتقبلُني .. وتعفو عني ..
فما أحلمَك وأجملَك إلهي ..
..
لك الحمد !

(5)
إلهي ..
أحبك .. وأدعوك ..
وتعلم شوقي إليك ..
وتعلمُ ..
أنني مذنبٌ مقصِّرٌ ..
وأن غيري قد سبقني وأحسن ..
ولكنني أرجوك ..
وسأظل أرجوك ..
فمن لا يرجو الكريم ؟!
وظني فيك إلهي ألا تعذِّب هذا العبد ..
ذاك الذي أنقذتَه في الدنيا مِن وحل معصيتك ..
وأنعمتَ عليه بدلالة الخلق عليك ..
ثم لما وقع في ذنب سترتَه وأمهلتَه حتى يعود إليك تائبًا ..
..
ظني فيك إلهي ألا تعذب مَن يحبك ويرجوك ..
من يتقلَّب في هذه الدنيا شوقًا للقائك ..
..
فاللهم ارض عني وارحمني واعف عني ..
وتوفني على طاعتك ..
وأدم عليَّ سترك ..
وارزقني لذة النظر إلى وجهك ..

قلب يُناجي !


قلب يُناجي !


(1)
إلهي !
يومًا ما ..
لم أكن أعرفُك ..
كم دلُّوني عليك !
ولكن الشيطان كان يسدُّ أذنيَّ ..
وكم حدَّثوني عنك !
عن رحمتك .. وإنعامك .. وحلمك ..
فكنتُ أهزُّ رأسي ..
وكان قلبي .. يحترق ..
نيرانه .. لطالما آلمتني ..
ووقفت حيالها حائرًا ..
كلما خطوتُ رأيت الأرض تتدنس بخطوي ..
وكلما لمست شيئًا رأيته ذبوله أمامي ..
كنت أسمع صراخ الكون في وجهي ..
يبغضُني ..
يشكوني ..
يلعنُني ..
لا أجدُ مَن يتبسَّم في وجهي سوى رفقاء الشر ..
وإن كنت أسمع لعنات قلوبهم تنهال على رأسي ..
..
إلهي ..
لكم هو مؤلمٌ البُعْد عنك !

(2)
رغم إعراضي .. هديتَني ..
ورغم معصيتي .. أنرتَ لي الطريق ..
فأنت الكريم الهادي ..
عندئذٍ .. انطفأ لهيب قلبي المتأجج ..
عندئذٍ ..
رأيت الكون يتبسَّم في وجهي ..
ويبارك خطوي .. سعيدًا ..
عندئذٍ .. وعندئذٍ فقط ..
عرفتُ معنى طمأنينة القلب بذكرك ..
لذة القرب في سجدة ..
طعم المناجاة في صلاة ..
حلاوة الشوق في دعاء ..
ولذة الشكر ..
على هدايةٍ أنعمتَ بها عليَّ ..
عشتُ نعيمها في الدنيا ..
وأرجو أن يَتمَّ عليَّ في الآخرة ..

(3)
إلهي ..
لا أحسب أن عبدًا يذوق القُربَ منك ..
ثم لا يجد في قلبه دافعًا لدلالة الناس على ما ذاق ..
فيقف بين خلقِكَ دالاً عليك ..
يدلُّهم .. وهو يدركُ حالهم ..
فقد ذاقه .. ولكنك أنقذته برحمتك ..
فلك الحمدُ ..
يسمع الكونُ همساته :
هذا إلهي وإلهكم ..
خلقكم ورحمكم وأنعم عليكم ..
فلماذا تُعرضون عنه ؟
وبينما هو على تلك الحال ..
يستشعر مزيدَ الفضل الذي أنعمتَ به عليه ..
فقد استعملته إلهي في دلالة الخلق عليه ..
يذوبُ قلبه ..
ينحدرُ دمعه ..
شكرًا وحياءً ..
شكرًا على ما تفضلَّت به وتكرمتَ ..
وحياءً .. فهذا القلب الذي التفتَ إلى غيرك يومًا ما ..
وهذه الجوارح التي لم تراعِ حرماتك يومًا ما ..
كان هذا حالها ..
فلما أقبلت عليكَ عفوت عنها ..
وفرحتَ بها ..
ثم أتممت عليها النعمة بأن جعلتَها دالة عليك ..
فلك الحمد .. إلهي !

(4)
وبعد أن هديتَني الطريق ..
وبعد أن ميزتُ بين الحق والباطل ..
وبعد أن استعملتني لدينك ..
ما زال الشيطان يستزلُّني ..
فأزلُّ ..
ويحترق قلبي ..
أزلُّ ..
وتنكسر نفسي ..
أزلُّ ..
ولا أستطيع أن أرفع بصري ..
أزلُّ ..
فأتألَّم .. أتوجَّع .. أصرخُ ..
فالناس يظنون بي الخير ..
ولا يدرون أني قد أقع فيما أنهاهم عنه ..
أزلُّ .. وأعلم أنك قدير ..
وأعلم أنك قادر على أن تفضحني أمامهم ..
ولكنك تسترُني ..
ولَكَم سترتني وسترتني !
ثم أعود إليك ..
فقيرًا ..
مسكينًا ..
أرفع يديَّ ..
فتقبلُني .. وتعفو عني ..
فما أحلمَك وأجملَك إلهي ..
..
لك الحمد !

(5)
إلهي ..
أحبك .. وأدعوك ..
وتعلم شوقي إليك ..
وتعلمُ ..
أنني مذنبٌ مقصِّرٌ ..
وأن غيري قد سبقني وأحسن ..
ولكنني أرجوك ..
وسأظل أرجوك ..
فمن لا يرجو الكريم ؟!
وظني فيك إلهي ألا تعذِّب هذا العبد ..
ذاك الذي أنقذتَه في الدنيا مِن وحل معصيتك ..
وأنعمتَ عليه بدلالة الخلق عليك ..
ثم لما وقع في ذنب سترتَه وأمهلتَه حتى يعود إليك تائبًا ..
..
ظني فيك إلهي ألا تعذب مَن يحبك ويرجوك ..
من يتقلَّب في هذه الدنيا شوقًا للقائك ..
..
فاللهم ارض عني وارحمني واعف عني ..
وتوفني على طاعتك ..
وأدم عليَّ سترك ..
وارزقني لذة النظر إلى وجهك ..

نشر في : 6:41 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:



عدد لا بأس به من إخواننا يقرؤون كثيرًا في الكتب الفكرية أو الأدبية ويقطعون مئات الصفحات أحيانًا، ثم تجدهم لم يقرؤوا كتب السنة -ولا حتى الصحيحين- مع انتسابهم لأهل السنة ومنافحتهم عنها

وبعملية حسابية بسيطة ستجد أنه من الممكن للقارئ -بالاستعانة بالله والمواظبة على العمل- إذا جعل له وردًا ثابتًا في قراءة كتب السنة:
- إن قرأ لمدة 40 دقيقة يوميًا تقريبًا أن يتم قراءة الصحيحين في عام
- إن قرأ لمدة 70 دقيقة يوميًا تقريبًا أن يتم قراءة الكتب الستة في عام
- إن قرأ لمدة 100 دقيقة يوميًا تقريبًا أن يتم قراءة الكتب الستة ومسند أحمد في عام

* كيفية الحساب:
بحساب عدد صفحات كل كتاب ثم بقياس متوسط وقت قراءة الصفحة وضرب الرقمين يمكنك تحديد عدد الساعات المطلوبة لكل كتاب، ثم تقوم بتقسيمها على العام

* مثال ذلك:
- اعتمدت في الحساب طبعة بيت الأفكار لكتب السنة، وهي من الطبعات المضغوطة حيث يجمع الكتاب في مجلد واحد، وقد لا تكون مريحة في القراءة عند البعض؛ ولكن مثل هذه الطبعات كانت مفيدة في البحث عن الأحاديث قبل أن ينتشر استخدام البرامج كالمكتبة الشاملة ونحوها
وذكري لطبعة بيت الأفكار لكتب السنة ليس تزكية لها؛ وإنما من باب ضرب المثال
- متوسط وقت قراءة الصفحة 5 دقائق للقارئ متوسط السرعة
- عدد صفحات كل كتاب بعد حذف المقدمات والفهارس:
1. صحيح البخاري = 1424 صفحة
2. صحيح مسلم = 1195 صفحة
3. سنن أبي داود = 541 صفحة
4. سنن الترمذي = 597 صفحة
5. سنن النسائي = 560 صفحة
6. سنن ابن ماجه = 450 صفحة
7. مسند أحمد = 2020 صفحة

- سنعتبر وكأن السنة 350 يومًا فقط:
* في حال الرغبة في قراءة الصحيحين خلال العام:
(1424+1195) / 350 = 7.5 صفحة يوميًا = 37.5 دقيقة يوميًا = 40 دقيقة تقريبًا
* في حال الرغبة في قراءة الكتب الستة خلال العام:
(1424+1195+541+597+560+450) / 350 = 13.5 صفحة يوميًا = 67.5 دقيقة يوميًا = 70 دقيقة تقريبًا
* في حال الرغبة في قراءة الكتب الستة ومسند أحمد خلال العام:
(1424+1195+541+597+560+450+2020) / 350 = 19.5 صفحة يوميًا = 97.5 دقيقة يوميًا = 100 دقيقة يوميًا تقريبًا

تنبيهات:
- في حالة استغراق قراءة الصفحة وقتًا أكثر من ذلك فيمكنك تعديل الحساب
- اختلاف النسخ بالتأكيد يؤثر وقت قراءة الصفحة، فقم بحساب متوسط قراءتك لتقوم بعمل الجدول الذي يناسبك
- ليس الهدف مما كتبت فرض جدول تفصيلي؛ بقدر ما فيه من إزالة الحاجز النفسي نحو قراءة كتب السنة ووهم صعوبة الإقدام على هذه الخطوة
- قراءة متون الأحاديث وحدها لا تغني عن قراءة الشروح ودراسة فقهها، إلا أن في القراءة فائدة علمية يحصلها من يقرأ القرآن دون علم بدقائق تفسيره، والكلام في هذا الأمر له مجال آخر
- هذه الطريقة أستخدمها أحيانًا في جدولة قراءة المطولات ويمكنك استخدامها في غير ما ذكرت

والله أعلم

جدول لقراءة كتب السنة



عدد لا بأس به من إخواننا يقرؤون كثيرًا في الكتب الفكرية أو الأدبية ويقطعون مئات الصفحات أحيانًا، ثم تجدهم لم يقرؤوا كتب السنة -ولا حتى الصحيحين- مع انتسابهم لأهل السنة ومنافحتهم عنها

وبعملية حسابية بسيطة ستجد أنه من الممكن للقارئ -بالاستعانة بالله والمواظبة على العمل- إذا جعل له وردًا ثابتًا في قراءة كتب السنة:
- إن قرأ لمدة 40 دقيقة يوميًا تقريبًا أن يتم قراءة الصحيحين في عام
- إن قرأ لمدة 70 دقيقة يوميًا تقريبًا أن يتم قراءة الكتب الستة في عام
- إن قرأ لمدة 100 دقيقة يوميًا تقريبًا أن يتم قراءة الكتب الستة ومسند أحمد في عام

* كيفية الحساب:
بحساب عدد صفحات كل كتاب ثم بقياس متوسط وقت قراءة الصفحة وضرب الرقمين يمكنك تحديد عدد الساعات المطلوبة لكل كتاب، ثم تقوم بتقسيمها على العام

* مثال ذلك:
- اعتمدت في الحساب طبعة بيت الأفكار لكتب السنة، وهي من الطبعات المضغوطة حيث يجمع الكتاب في مجلد واحد، وقد لا تكون مريحة في القراءة عند البعض؛ ولكن مثل هذه الطبعات كانت مفيدة في البحث عن الأحاديث قبل أن ينتشر استخدام البرامج كالمكتبة الشاملة ونحوها
وذكري لطبعة بيت الأفكار لكتب السنة ليس تزكية لها؛ وإنما من باب ضرب المثال
- متوسط وقت قراءة الصفحة 5 دقائق للقارئ متوسط السرعة
- عدد صفحات كل كتاب بعد حذف المقدمات والفهارس:
1. صحيح البخاري = 1424 صفحة
2. صحيح مسلم = 1195 صفحة
3. سنن أبي داود = 541 صفحة
4. سنن الترمذي = 597 صفحة
5. سنن النسائي = 560 صفحة
6. سنن ابن ماجه = 450 صفحة
7. مسند أحمد = 2020 صفحة

- سنعتبر وكأن السنة 350 يومًا فقط:
* في حال الرغبة في قراءة الصحيحين خلال العام:
(1424+1195) / 350 = 7.5 صفحة يوميًا = 37.5 دقيقة يوميًا = 40 دقيقة تقريبًا
* في حال الرغبة في قراءة الكتب الستة خلال العام:
(1424+1195+541+597+560+450) / 350 = 13.5 صفحة يوميًا = 67.5 دقيقة يوميًا = 70 دقيقة تقريبًا
* في حال الرغبة في قراءة الكتب الستة ومسند أحمد خلال العام:
(1424+1195+541+597+560+450+2020) / 350 = 19.5 صفحة يوميًا = 97.5 دقيقة يوميًا = 100 دقيقة يوميًا تقريبًا

تنبيهات:
- في حالة استغراق قراءة الصفحة وقتًا أكثر من ذلك فيمكنك تعديل الحساب
- اختلاف النسخ بالتأكيد يؤثر وقت قراءة الصفحة، فقم بحساب متوسط قراءتك لتقوم بعمل الجدول الذي يناسبك
- ليس الهدف مما كتبت فرض جدول تفصيلي؛ بقدر ما فيه من إزالة الحاجز النفسي نحو قراءة كتب السنة ووهم صعوبة الإقدام على هذه الخطوة
- قراءة متون الأحاديث وحدها لا تغني عن قراءة الشروح ودراسة فقهها، إلا أن في القراءة فائدة علمية يحصلها من يقرأ القرآن دون علم بدقائق تفسيره، والكلام في هذا الأمر له مجال آخر
- هذه الطريقة أستخدمها أحيانًا في جدولة قراءة المطولات ويمكنك استخدامها في غير ما ذكرت

والله أعلم

نشر في : 6:39 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


محاضرة: "الكنوز الثمانية"

عقدت المحاضرة بمسجد شيخ الإسلام بن تيمية يوم الثلاثاء | 12 صفر 1434 هـ | 25 / 12 / 2012 | بعد صلاة العشاء


الكنوز الثمانية (محاضرة)


محاضرة: "الكنوز الثمانية"

عقدت المحاضرة بمسجد شيخ الإسلام بن تيمية يوم الثلاثاء | 12 صفر 1434 هـ | 25 / 12 / 2012 | بعد صلاة العشاء


نشر في : 6:35 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

محاضرة: "ولكني أفقد جليبيبًا"

عقدت المحاضرة بمسجد شيخ الإسلام ابن تيمية يوم الثلاثاء 27 / 11 / 2012 بعد صلاة العشاء



ولكني أفقد جليبيبا (محاضرة)

محاضرة: "ولكني أفقد جليبيبًا"

عقدت المحاضرة بمسجد شيخ الإسلام ابن تيمية يوم الثلاثاء 27 / 11 / 2012 بعد صلاة العشاء



نشر في : 6:33 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

صدرت بفضل الله مجموعتي الثانية بعنوان

أحلام صغيرة


عن دار المعالي بالإسكندرية

صفحة الكتاب على الفيس بوك:

صفحة الكتاب على الجود ريدز:

(أحلام صغيرة) مجموعتي الجديدة بالأسواق

صدرت بفضل الله مجموعتي الثانية بعنوان

أحلام صغيرة


عن دار المعالي بالإسكندرية

صفحة الكتاب على الفيس بوك:

صفحة الكتاب على الجود ريدز:

نشر في : 6:29 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


مُنى
(قصة)



أتلك دقَّات طبولٍ أم دقَّات قلبها الصغير؟! تهزُّها هزًّا.. تخشى أن يفضحَها قلبُها فيصل صوتُ دقاتِه المتسارعة إلى أبيها وأخيها.. وإلى ذاك الشاب الحييِّ الجالس أمامهما..

تراقب المشهد من خلف الستار.. أبوها يتكلم ويلوِّح بيديه كأنه نذير حرب، والشاب قد احمرت أذناه واخضرتا وهو يقاوم أمواج السيل الهادر المندفع من فم أبيها والمليء بأوصاف الشقة والمهر والشبكة والمقدم والمؤخر و.. و.. يحاول أن يستنشق الهواء لكنه يغرق تحت الأمواج العاتية!

كالعادة.. وكالمرة السابقة، وقبل السابقة، وقبل قبل السابقة، وقبل قبل قبل ......... ينصرف الشاب وتنطلق هي باكية إلى فراشها.. (صغيرة لا تعرف مصلحتها بعد) أبوها كالعادة متحدثًا خارج الغرفة..

مرت عشرة أعوام وما زالت (الصغيرةَ).. تزوَّجت قريناتها وما زالت (التي لا تعرف مصلحتها).. أنجبن وصرن أمهات وظلت هي هكذا: (الصغيرة التي لا تعرف مصلحتها)..

إن شئتَ تمثَّل بالدُّب الذي قتل صاحبَه وما شابهه من أمثال، لكن إياك أن تنسى أن تضيف إلى ما تمثَّلتَ به مأساة (مُنى) التي قتلتها مواصفات الشقة وأبعادها الرأسية والأفقية، والشبكة وشكلها ووزنها، والمهر ومقداره و.. و..، قتلتها بينما الدب يرى أنه يحفظ صاحبَه!

مع الأيام.. بدأ دقُّ الباب يخفُت، وأقدام الخطاب تقلُّ، وعاد كرسي الاعتراف الذي كان يجلس عليه الخُطَّاب أمام أبيها لا يجلس عليه غريب!

يومًا ما..
عندما تزوج أخوها اكتست بثوبٍ من السعادة أخفت تحته فزعًا من المستقبل.. العمر يمر.. أبوها وأمها يكبران.. وستبقى معهما وحيدة..

يومًا ما..
أمام المرآة.. مدت يدها لتمسك بشعيرات بِيض نبتت برأسها.. لقد مرت الأعوام.. أيقنت أنه قد كُتب عليها أن تظل هكذا وحيدة فداءً لرغبات أبيها..

يومًا ما..
(مُنى) ابنة أخيها الصغيرة.. سماها أخوها على اسمها.. كانت تبثها عاطفة الأمومة وكأنها ابنتها.. تزيِّنها وتمشِّط لها شعرها.. تأتي لها بالهدايا.. يسعد قلبها إذا سمعتها تنادي: عمتي.. تود أن لو نادتها: أمي، ولكنه حق امرأة أخرى لم يقتلها حرص الدب!

يومًا ما..
توفيت أمها.. وبعد أعوام توفي أبوها.. وبقيت وحيدة بين جدران البيت.. تنظر إلى كرسي الاعتراف وقد هرم، ثم تنظر إلى نفسها في المرآة وقد أكلتها الأعوام.. ترضى بقدرها وتترحم على أبيها!

يومًا ما..
يموت أخوها وزوجه في حادث، وتنجو (منى) الصغيرة المفجوعة في والديها.. بكت عليه كثيرًا.. وآوت (منى) الصغيرة إلى بيت عمتها..
كابنتها كانت تعاملها.. أفاضت عليها كل المشاعر التي يمكن أن يحويها قلب أنثى: حبها لوالديها.. حبها لزوجها ذلك الذي طالما انتظرته.. حبها لأولادها.. هؤلاء الذين كانت تتخيلهم بأشكالهم وأسمائهم..

مرت الأعوام.. صارت (منى) الصغيرة جزءًا من (منى) الكبيرة.. إلى أن جاء اليوم الذي دقَّ فيه الباب..

شاب حيي جاء ليجلس على نفس الكرسي، ولكن هذه المرة لـ(منى) الصغيرة..

يجلس الشاب مع عمة العروس؛ فأبوها وأمها متوفيان، وعمتها في مقام أمها كما علم..

وقفت (منى) الصغيرة خلف الستار الشاهد على دقات قلب عذراء أخرى مكانها منذ عقود.. ترى عمتها وهي تلوح بيديها كنذير حرب، والشاب ينكس رأسه وهو يسمع ميزانية الدولة التي تُملى عليه!

مرات عديدة غادر فيها فرسان أحلام (منى) الصغيرة بخيولهم جريحة بسهام عمتها ورماحها الماضية!

ويومًا ما:
نطقت: (لماذا يا عمتى؟! لماذا تفعلين في ذلك؟!).. 
احتد الحوار بينهما طويلاً لتختمه العمَّة (منى) بحسم:
(يا منى.. أنت صغيرة لا تعرفين مصلحتك!)..
قالتها.. شعرت كأن روحًا ما تُحلِّق في المنزل!

* * *
(إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)
حديث شريف

مُنى (قصة)


مُنى
(قصة)



أتلك دقَّات طبولٍ أم دقَّات قلبها الصغير؟! تهزُّها هزًّا.. تخشى أن يفضحَها قلبُها فيصل صوتُ دقاتِه المتسارعة إلى أبيها وأخيها.. وإلى ذاك الشاب الحييِّ الجالس أمامهما..

تراقب المشهد من خلف الستار.. أبوها يتكلم ويلوِّح بيديه كأنه نذير حرب، والشاب قد احمرت أذناه واخضرتا وهو يقاوم أمواج السيل الهادر المندفع من فم أبيها والمليء بأوصاف الشقة والمهر والشبكة والمقدم والمؤخر و.. و.. يحاول أن يستنشق الهواء لكنه يغرق تحت الأمواج العاتية!

كالعادة.. وكالمرة السابقة، وقبل السابقة، وقبل قبل السابقة، وقبل قبل قبل ......... ينصرف الشاب وتنطلق هي باكية إلى فراشها.. (صغيرة لا تعرف مصلحتها بعد) أبوها كالعادة متحدثًا خارج الغرفة..

مرت عشرة أعوام وما زالت (الصغيرةَ).. تزوَّجت قريناتها وما زالت (التي لا تعرف مصلحتها).. أنجبن وصرن أمهات وظلت هي هكذا: (الصغيرة التي لا تعرف مصلحتها)..

إن شئتَ تمثَّل بالدُّب الذي قتل صاحبَه وما شابهه من أمثال، لكن إياك أن تنسى أن تضيف إلى ما تمثَّلتَ به مأساة (مُنى) التي قتلتها مواصفات الشقة وأبعادها الرأسية والأفقية، والشبكة وشكلها ووزنها، والمهر ومقداره و.. و..، قتلتها بينما الدب يرى أنه يحفظ صاحبَه!

مع الأيام.. بدأ دقُّ الباب يخفُت، وأقدام الخطاب تقلُّ، وعاد كرسي الاعتراف الذي كان يجلس عليه الخُطَّاب أمام أبيها لا يجلس عليه غريب!

يومًا ما..
عندما تزوج أخوها اكتست بثوبٍ من السعادة أخفت تحته فزعًا من المستقبل.. العمر يمر.. أبوها وأمها يكبران.. وستبقى معهما وحيدة..

يومًا ما..
أمام المرآة.. مدت يدها لتمسك بشعيرات بِيض نبتت برأسها.. لقد مرت الأعوام.. أيقنت أنه قد كُتب عليها أن تظل هكذا وحيدة فداءً لرغبات أبيها..

يومًا ما..
(مُنى) ابنة أخيها الصغيرة.. سماها أخوها على اسمها.. كانت تبثها عاطفة الأمومة وكأنها ابنتها.. تزيِّنها وتمشِّط لها شعرها.. تأتي لها بالهدايا.. يسعد قلبها إذا سمعتها تنادي: عمتي.. تود أن لو نادتها: أمي، ولكنه حق امرأة أخرى لم يقتلها حرص الدب!

يومًا ما..
توفيت أمها.. وبعد أعوام توفي أبوها.. وبقيت وحيدة بين جدران البيت.. تنظر إلى كرسي الاعتراف وقد هرم، ثم تنظر إلى نفسها في المرآة وقد أكلتها الأعوام.. ترضى بقدرها وتترحم على أبيها!

يومًا ما..
يموت أخوها وزوجه في حادث، وتنجو (منى) الصغيرة المفجوعة في والديها.. بكت عليه كثيرًا.. وآوت (منى) الصغيرة إلى بيت عمتها..
كابنتها كانت تعاملها.. أفاضت عليها كل المشاعر التي يمكن أن يحويها قلب أنثى: حبها لوالديها.. حبها لزوجها ذلك الذي طالما انتظرته.. حبها لأولادها.. هؤلاء الذين كانت تتخيلهم بأشكالهم وأسمائهم..

مرت الأعوام.. صارت (منى) الصغيرة جزءًا من (منى) الكبيرة.. إلى أن جاء اليوم الذي دقَّ فيه الباب..

شاب حيي جاء ليجلس على نفس الكرسي، ولكن هذه المرة لـ(منى) الصغيرة..

يجلس الشاب مع عمة العروس؛ فأبوها وأمها متوفيان، وعمتها في مقام أمها كما علم..

وقفت (منى) الصغيرة خلف الستار الشاهد على دقات قلب عذراء أخرى مكانها منذ عقود.. ترى عمتها وهي تلوح بيديها كنذير حرب، والشاب ينكس رأسه وهو يسمع ميزانية الدولة التي تُملى عليه!

مرات عديدة غادر فيها فرسان أحلام (منى) الصغيرة بخيولهم جريحة بسهام عمتها ورماحها الماضية!

ويومًا ما:
نطقت: (لماذا يا عمتى؟! لماذا تفعلين في ذلك؟!).. 
احتد الحوار بينهما طويلاً لتختمه العمَّة (منى) بحسم:
(يا منى.. أنت صغيرة لا تعرفين مصلحتك!)..
قالتها.. شعرت كأن روحًا ما تُحلِّق في المنزل!

* * *
(إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)
حديث شريف

نشر في : 6:25 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


أحلام صغيرة


(1)
تصوراتٌ بريئة
أفكارٌ مزدحمة
أحلامٌ مُكدَّسة
نعم .. هي صغيرة
ولكنها كانت كافية لأن يسبح فيها ..
صانعًا عالمه الخاص
فجسده الصغير لا يحتاج سوى لبِركة صغيرة ..
حتى يغمر فيها جسده وعقله ..
وخياله !

(2)
ما معنى كلمة الواقع ؟!
الواقع بالنسبة إليه :
أبٌ لا يراه إلا آخر النهار
وأمٌّ تخرج للعمل، ثم هي بين المطبخ والتلفزيون
ومَدرسة يتعلم فيها البذاءات من البلطجية الصغار
وينال فيها حفلات التعذيب على أيدي بعض المرضى النفسيين
لذا.. فلا أجمل لديه من أحلامه الصغيرة !

(3)
عالمه الخاص .. هو بطله
له جواده الأبيض الجميل
ينطلق به فيتطاير شعره وأطراف ثيابه
يُنقذ الناس بمجرد أن يستنجدوا به
وتقف الجموع منبهرة بفروسيته
يطلقون صرخات الإعجاب :
يا له من فارس !
يا له من قوي !
يا له من بطل !
بينما يبتسم هو ابتسامة بنصف فمه ..
ثم يُضرب ضربة على رأسه ليفيق ويأخذ السندوتشات
لينزل إلى المدرسة !

(3)
لا تكذب !
لا تسب !
لا تسهر !
لا تتحدث مع الكبير هكذا !
لا تتكلم على أحد !
..
لماذا ينهونه عن أشياء يراهم يفعلونها ليلاً ونهارًا ؟!
هل هذه الأفعال محرَّمة على الصغار ..
ثم تباح لهم عندما يكبرون ؟!

(4)
رأى قطة تحتضن صغارها
وهريرة صغيرة تتحسس طريقها ..
لتصل إلى ثديها
حاول مداعبة الصغار
ولكن القطة كشرت له عن أنيابها !
التفت متعجبًا وتساءل :
لماذا تجلس القطة مع أطفالها ؟!
لماذا لا تتركهم في الحضانة ..
وتخرج للعمل مثل أمي ؟!

(5)
هل يتزوج التليفزيون من تليفزيونة !
يفكر : أظن أن هذا التزاوج إن تم ..
سيكون أبناؤهما أسعدَ الأطفال !
هم فقط مَن يمكنه أن يجلس مع والديه ويأنس بهما !

(6)
كان مؤمنًا بأن والده كان الأول في دراسته
ابتدائية .. إعدادية .. ثانوية
حتى في الجامعة
إلى أن دخل المدرسة
فوجد أن كل آباء زملائه في الفصل على هذا الحال !
فكَّر كثيرًا ..
توصل إلى أن غير الأوائل ..
لا يتزاوجون ولا ينجبون !

(7)
في أول العام الدراسي
دخل ذلك العابس الفصل ممسكًا بجذع شجرة !
وبالرغم من جلوس الأطفال هادئين خائفين ..
فقد بدأ يصرخ .. يسب ..
يُعمل جذع الشجرة في أبدان الأطفال !
لماذا يُرسلنا أهلونا إلى المدرسة ..
إذا كان من الممكن أن يقيموا لنا حفلات التعذيب تلك في منازلنا ؟!

(8)
كان يسمع أباه يتكلم في "السياسة اخفض صوتك"
هكذا تلك المتلازمة !
لا ينطق أبوه بكلمة سياسة إلا ويُتبعها بـ "اخفض صوتك"
كأنه يصر أن يذكرها باسمها الثلاثي !
ولما ذهب إلى المدرسة ..
اكتشف أن ما كان يسمعه مِن أبيه ..
قد تمثَّل في فصله الدراسي !
رأى (المنافق) يشاركهم في اللعب بعيدًا عن عيني المدرِّس
ثم ما يلبث الأخير أن يدخل الفصل ..
فيبدأ الخبيث في دلالته على أصحاب الآثام
وكأنه العذراء الطاهرة !
ورأى (الحرامي) الذي يمد يديه في حقائب الطلبة
ثم يقسم الأيمان المغلظة –العائمة في دموع السحالي- أنه ما فعل شيئًا !
ورأى (أمين الفصل) الذي لا يستفيد من صلاحياته ..
إلا في تغيبه عن الحصص الدراسية !
مكث يومًا في الفصل أثناء الفسحة
كتب على السبورة أسماء الطلبة ..
ثم كتب أمام كل طالب مَن يوازيه من الشخصيات السياسية التي يسمع أباه يتكلم عنها !
لا يدري لماذا عاد إلى المنزل بورقة استدعاء ولي أمر !

(9)
كلما فاضت بعض أحلامه على لسانه أمام والديه ..
ضحكا ملء فيهما وكأنه يطلق نكاتًا وطُرفًا !!
لماذا يضحكون من أحلامي ؟!
ألم تكن لهم أحلام وهم صغار مثلي ؟!
إن كانت لهم أحلام .. فلماذا لم يحققوها ؟!
أشغله الأمر كثيرًا ..
حتى توصل إلى نظريته الصغيرة :
لقد كانت لهم أحلام مثلي ..
ولكن آباءهم كانوا يضحكون منها أيضًا !

(10)
من لطف الله
أن الإنسان ينسى ..
وأن الأطفال لا يكتبون !
: )

أحلام صغيرة


أحلام صغيرة


(1)
تصوراتٌ بريئة
أفكارٌ مزدحمة
أحلامٌ مُكدَّسة
نعم .. هي صغيرة
ولكنها كانت كافية لأن يسبح فيها ..
صانعًا عالمه الخاص
فجسده الصغير لا يحتاج سوى لبِركة صغيرة ..
حتى يغمر فيها جسده وعقله ..
وخياله !

(2)
ما معنى كلمة الواقع ؟!
الواقع بالنسبة إليه :
أبٌ لا يراه إلا آخر النهار
وأمٌّ تخرج للعمل، ثم هي بين المطبخ والتلفزيون
ومَدرسة يتعلم فيها البذاءات من البلطجية الصغار
وينال فيها حفلات التعذيب على أيدي بعض المرضى النفسيين
لذا.. فلا أجمل لديه من أحلامه الصغيرة !

(3)
عالمه الخاص .. هو بطله
له جواده الأبيض الجميل
ينطلق به فيتطاير شعره وأطراف ثيابه
يُنقذ الناس بمجرد أن يستنجدوا به
وتقف الجموع منبهرة بفروسيته
يطلقون صرخات الإعجاب :
يا له من فارس !
يا له من قوي !
يا له من بطل !
بينما يبتسم هو ابتسامة بنصف فمه ..
ثم يُضرب ضربة على رأسه ليفيق ويأخذ السندوتشات
لينزل إلى المدرسة !

(3)
لا تكذب !
لا تسب !
لا تسهر !
لا تتحدث مع الكبير هكذا !
لا تتكلم على أحد !
..
لماذا ينهونه عن أشياء يراهم يفعلونها ليلاً ونهارًا ؟!
هل هذه الأفعال محرَّمة على الصغار ..
ثم تباح لهم عندما يكبرون ؟!

(4)
رأى قطة تحتضن صغارها
وهريرة صغيرة تتحسس طريقها ..
لتصل إلى ثديها
حاول مداعبة الصغار
ولكن القطة كشرت له عن أنيابها !
التفت متعجبًا وتساءل :
لماذا تجلس القطة مع أطفالها ؟!
لماذا لا تتركهم في الحضانة ..
وتخرج للعمل مثل أمي ؟!

(5)
هل يتزوج التليفزيون من تليفزيونة !
يفكر : أظن أن هذا التزاوج إن تم ..
سيكون أبناؤهما أسعدَ الأطفال !
هم فقط مَن يمكنه أن يجلس مع والديه ويأنس بهما !

(6)
كان مؤمنًا بأن والده كان الأول في دراسته
ابتدائية .. إعدادية .. ثانوية
حتى في الجامعة
إلى أن دخل المدرسة
فوجد أن كل آباء زملائه في الفصل على هذا الحال !
فكَّر كثيرًا ..
توصل إلى أن غير الأوائل ..
لا يتزاوجون ولا ينجبون !

(7)
في أول العام الدراسي
دخل ذلك العابس الفصل ممسكًا بجذع شجرة !
وبالرغم من جلوس الأطفال هادئين خائفين ..
فقد بدأ يصرخ .. يسب ..
يُعمل جذع الشجرة في أبدان الأطفال !
لماذا يُرسلنا أهلونا إلى المدرسة ..
إذا كان من الممكن أن يقيموا لنا حفلات التعذيب تلك في منازلنا ؟!

(8)
كان يسمع أباه يتكلم في "السياسة اخفض صوتك"
هكذا تلك المتلازمة !
لا ينطق أبوه بكلمة سياسة إلا ويُتبعها بـ "اخفض صوتك"
كأنه يصر أن يذكرها باسمها الثلاثي !
ولما ذهب إلى المدرسة ..
اكتشف أن ما كان يسمعه مِن أبيه ..
قد تمثَّل في فصله الدراسي !
رأى (المنافق) يشاركهم في اللعب بعيدًا عن عيني المدرِّس
ثم ما يلبث الأخير أن يدخل الفصل ..
فيبدأ الخبيث في دلالته على أصحاب الآثام
وكأنه العذراء الطاهرة !
ورأى (الحرامي) الذي يمد يديه في حقائب الطلبة
ثم يقسم الأيمان المغلظة –العائمة في دموع السحالي- أنه ما فعل شيئًا !
ورأى (أمين الفصل) الذي لا يستفيد من صلاحياته ..
إلا في تغيبه عن الحصص الدراسية !
مكث يومًا في الفصل أثناء الفسحة
كتب على السبورة أسماء الطلبة ..
ثم كتب أمام كل طالب مَن يوازيه من الشخصيات السياسية التي يسمع أباه يتكلم عنها !
لا يدري لماذا عاد إلى المنزل بورقة استدعاء ولي أمر !

(9)
كلما فاضت بعض أحلامه على لسانه أمام والديه ..
ضحكا ملء فيهما وكأنه يطلق نكاتًا وطُرفًا !!
لماذا يضحكون من أحلامي ؟!
ألم تكن لهم أحلام وهم صغار مثلي ؟!
إن كانت لهم أحلام .. فلماذا لم يحققوها ؟!
أشغله الأمر كثيرًا ..
حتى توصل إلى نظريته الصغيرة :
لقد كانت لهم أحلام مثلي ..
ولكن آباءهم كانوا يضحكون منها أيضًا !

(10)
من لطف الله
أن الإنسان ينسى ..
وأن الأطفال لا يكتبون !
: )

نشر في : 6:22 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


الوهم اللذيذ

[ حبر أبيض على ورق أبيض ]
أسمعت ذاك النغم الجميل ؟ ولكن تأمَّل ؛ فليس ثمَّ شيء !

الوهم اللذيذ


الوهم اللذيذ

[ حبر أبيض على ورق أبيض ]
أسمعت ذاك النغم الجميل ؟ ولكن تأمَّل ؛ فليس ثمَّ شيء !

نشر في : 6:19 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


حصاني المُجنَّح
(قصة)



لماذا يتبسَّم؟! وكذا هو في كل مرة! ألا يرى صخرة اليأس وقد سدَّت فوَّهة الغار؟ ألا يوقن ألاَّ شعاع للأمل وسط هذا الظلام الحالك؟! ويبتسم..؟! هل يَرى ما لا أرى؟! أتعجب..
- ستصيبُني بالجنون بابتسامتك تلك وتفاؤلك الساذج!

يضحك:
- وهل لم تُصَب بالجنون إلى الآن بتشاؤمك هذا؟! لماذا هذه النظرة السوداوية؟! أبشر يا صاحبي!

يبتسم، ثم يمازحني:
- أتذكُر المرة السابقة حين قلتَ.........؟ والتي قلبها حين ظننتَ...........؟ أما آن لك أن تخلع نظارتك السوداء؟

نظارتي التي يسميها سوداء أسميها أنا: واقعية – عقلانية – ناضجة.. ولكنه المنتصر في كل مرة!

كلُّ مرة ينفض الغبار عن مرَّات سابقة تكرَّر فيها الموقف بحذافيره.. كان هو الغالب دائمًا، ولكن أيظن أن كل مرة سيحدث الأمر ذاته؟! لا أدري من أين يكتسب هذه الثقة؟!

غادرتُ العمل منصرفًا إلى المنزل، أسير متجهًا إلى سيارتي في حَرِّ العصر الخانق.. بالرغم من ضيقي بتشاؤمي؛ هل يا تُرى قد ألفتُه حتى صار جزءًا مني؟ أو صرتُ كمُدمِن لا يستطيع أن يستغني عن المخدِّر وإن كرهه؟.. أجتاز الشارع وسط زحام الطلبة المنصرفين من المدارس وصراخ الأطفال المزعج..

يقولون دومًا أنني وهو وكأننا "فولة" قُسمت نصفين، ولكن يبدو أن أحد نصفَي تلك "الفولة" كانت قبلتُه قِبَل المشرق؛ فتغلغل فيه النور حتى تجسَّد فيه، ينظر إلى المُحاق فينعكس نوره عليه فيراه بدرًا، بل يراه بعضُ مَن حوله بدرًا أيضًا.. يستبشر.. ويبتسم..

والنصف الثاني في ظلامٍ نشأ.. أنا..حيث القبلة قِبَل المغرب، لا أرى الشمس إلا حال احتضارها خلف أمواج البحار.. أتردَّد.. أخاف.. أتوجَّس.. لا أدري كيف يتَّسع قلبه لمثل هذا التفاؤل؟! وهل يسعد بذلك أم أنَّ السعادة في مثل إحجامي المتوجِّس؟!.. أصرخ في بعض طلبة المدارس الجالسين على سيارتي.. يضحكون على حِدَّة الصراخ كأن مَن أمامهم به مَس مِن الشيطان!

لماذا لا أكون صريحًا مع نفسي؟! أنا أنظر إلى كل ما حولي بنظرة تشاؤمية، ومِن خلال نظارة سوداء، وهذا بلا شك يكدِّر عليَّ حياتي.. فلأكن صريحًا قليلاً مع نفسي.. أُدير سيارتي التي أتمنى ليلاً ونهارًا أن أتخلص منها.. تلك المزعجة!

بالتأكيد هؤلاء الذين ينظرون إلى ابتلاءات الحياة وصعوباتها ومشاقها بنظرة غير نظرتي يشعرون براحة في نفوسهم، أو لعلهم هكذا يُظهِرون.. أتحرَّك بالسيارة نصف متر وأقف، ثم نصف متر وأقف في إشارات مزدحمة بحافلات ممتلئة بالموظفين وطلبة المدارس.. تبًّا لك يا أعصابي ما عدتِ تحتملين!

أهي خِلقةٌ يخلق اللهُ الناسَ عليها؟ أم أنها التربية؟ أم أنه الإيمان؟.. وهل يمكن أن أتغير؟ ما هذه الأحلام التي أسبح فيها وسط هذا الزحام القاتل.. نزلتُ من السيارة لأتشاجر مع سائق السيارة التي أمامي لا لشيء إلا لتفريغ شحنة يومية من الغيظ والنكد.. ضابط المرور.. مخالفة! أهلاً وسهلاً!

- ماذا أفعل إن أردتُ أن أكون مثلك؟!
فاجئته بالسؤال العجيب في اليوم التالي.. تبسَّم متعجِّبًا مستفهمًا، واصلتُ:
- أريد أن أتعامل مع الأمور ببساطة كما تفعل! أريد أن أعرف كيف تتفاءل في أحلك الظروف!

تجمَّدت ابتسامته قليلاً، سكت هنيهة، ثم أخذ بيدي وجرَّني إلى النافذة بجوار مكتبه، نظر إلى سحابة في السماء، سألني:
- ماذا ترى؟

نظرتُ إلى حيث ينظر ثم نظرت إليه متعجِّبًا، يبدو أن المتفائلين هم المجانين لا المتشائمين!
- أتقصد السحاب؟!
- نعم.. على أيِّ صورة تراه؟!

نظرت إلى السحابة، وتذكَّرت أيام الطفولة عندما كنت أتخيل الصور في السحاب، وفي تقشير طلاء حائط بيت جدتي القديم، وفي نقوش سجاجيد بيتنا!

رأيت تِنينًا وحشيًا بقرنين وقد فتح فمه يخرج نارًا منه.. أخبرته.. تبسَّم ثم قال:
- ولكنني لا أرى ما رأيت! إننى أرى حصانًا أبيضَ مجنحًا جميلاً ينظر إلى الأفق مبتسمًا.
- أين هذا؟!
- هذه رأسه.. هذا جناحاه.. هذا جسده.. واضح، ألا تراه؟!

تعبتُ في محاولة تخيُّل ما ذكر، ثم انتبهت إلى أنه قد ذهب بي إلى غير ما أردتُ، هممتُ أن أسأله ولكنه بادرني وهو ينظر إلى السحاب:
- السحابة واحدة، ولكن بأي عينٍ رآها كلٌّ مِنا؟!
كل ما حولنا -مهما كان مؤلمًا- فإنك إن نظرتَ فيه فستجد فيه أبوابًا من الخير تضيء لك طريق الأمل في قلبك.

التفتُّ إليه مرهفًا سمعي، تابع قائلاً:
- أتعلم أن الله لا يخلق شرًّا محضًا أبدًا؟! فكل شرٍّ أوجده الله فمِن وراءه الخير الكثير، وربُّنا حكيم.
الفرق بيني وبينك أنني أرتدي تلك النظارة التي ترى هذا الخير، وإن لم أرهُ بها فإن بصيرة القلب تجزم بوجود هذا الخير وإن لم تعرفه.

سكتَ قليلاً، ثم التفت إليَّ مستطردًا:
- يا رفيقي.. ما مِن مصيبة أو بَليَّة في حياتنا إلا وهي تحمل في رحمها خيرات، فلتنظر إليها من هذا الجانب.. سنصبر، سنصمد، سنزرع الأمل في قلوبنا، ونسعد..

أكان يحرث قلبي بكلماته الحية، ثم يزرع فيها بذور الأمل وقلبي ساكنٌ بين يديه؟!
صامتٌ أنا.. أسمع، وهو يحرث ويزرع..

أرفع بصري إلى السماء أتجاوز به تلك الحواجز التي بنيتها بيديَّ..
تلك الحواجز الكفيلة بأن تدفن كل إشراقة أمل تبزغ في آفاق نفسي..
أرفع بصري.. أنظر إلى أعلى..
إلى السحاب أنظر.. إلى حيث أشار..
أبتسم.. وأنا أرقب حصاني المجنح!

حصاني المُجنَّح (قصة)


حصاني المُجنَّح
(قصة)



لماذا يتبسَّم؟! وكذا هو في كل مرة! ألا يرى صخرة اليأس وقد سدَّت فوَّهة الغار؟ ألا يوقن ألاَّ شعاع للأمل وسط هذا الظلام الحالك؟! ويبتسم..؟! هل يَرى ما لا أرى؟! أتعجب..
- ستصيبُني بالجنون بابتسامتك تلك وتفاؤلك الساذج!

يضحك:
- وهل لم تُصَب بالجنون إلى الآن بتشاؤمك هذا؟! لماذا هذه النظرة السوداوية؟! أبشر يا صاحبي!

يبتسم، ثم يمازحني:
- أتذكُر المرة السابقة حين قلتَ.........؟ والتي قلبها حين ظننتَ...........؟ أما آن لك أن تخلع نظارتك السوداء؟

نظارتي التي يسميها سوداء أسميها أنا: واقعية – عقلانية – ناضجة.. ولكنه المنتصر في كل مرة!

كلُّ مرة ينفض الغبار عن مرَّات سابقة تكرَّر فيها الموقف بحذافيره.. كان هو الغالب دائمًا، ولكن أيظن أن كل مرة سيحدث الأمر ذاته؟! لا أدري من أين يكتسب هذه الثقة؟!

غادرتُ العمل منصرفًا إلى المنزل، أسير متجهًا إلى سيارتي في حَرِّ العصر الخانق.. بالرغم من ضيقي بتشاؤمي؛ هل يا تُرى قد ألفتُه حتى صار جزءًا مني؟ أو صرتُ كمُدمِن لا يستطيع أن يستغني عن المخدِّر وإن كرهه؟.. أجتاز الشارع وسط زحام الطلبة المنصرفين من المدارس وصراخ الأطفال المزعج..

يقولون دومًا أنني وهو وكأننا "فولة" قُسمت نصفين، ولكن يبدو أن أحد نصفَي تلك "الفولة" كانت قبلتُه قِبَل المشرق؛ فتغلغل فيه النور حتى تجسَّد فيه، ينظر إلى المُحاق فينعكس نوره عليه فيراه بدرًا، بل يراه بعضُ مَن حوله بدرًا أيضًا.. يستبشر.. ويبتسم..

والنصف الثاني في ظلامٍ نشأ.. أنا..حيث القبلة قِبَل المغرب، لا أرى الشمس إلا حال احتضارها خلف أمواج البحار.. أتردَّد.. أخاف.. أتوجَّس.. لا أدري كيف يتَّسع قلبه لمثل هذا التفاؤل؟! وهل يسعد بذلك أم أنَّ السعادة في مثل إحجامي المتوجِّس؟!.. أصرخ في بعض طلبة المدارس الجالسين على سيارتي.. يضحكون على حِدَّة الصراخ كأن مَن أمامهم به مَس مِن الشيطان!

لماذا لا أكون صريحًا مع نفسي؟! أنا أنظر إلى كل ما حولي بنظرة تشاؤمية، ومِن خلال نظارة سوداء، وهذا بلا شك يكدِّر عليَّ حياتي.. فلأكن صريحًا قليلاً مع نفسي.. أُدير سيارتي التي أتمنى ليلاً ونهارًا أن أتخلص منها.. تلك المزعجة!

بالتأكيد هؤلاء الذين ينظرون إلى ابتلاءات الحياة وصعوباتها ومشاقها بنظرة غير نظرتي يشعرون براحة في نفوسهم، أو لعلهم هكذا يُظهِرون.. أتحرَّك بالسيارة نصف متر وأقف، ثم نصف متر وأقف في إشارات مزدحمة بحافلات ممتلئة بالموظفين وطلبة المدارس.. تبًّا لك يا أعصابي ما عدتِ تحتملين!

أهي خِلقةٌ يخلق اللهُ الناسَ عليها؟ أم أنها التربية؟ أم أنه الإيمان؟.. وهل يمكن أن أتغير؟ ما هذه الأحلام التي أسبح فيها وسط هذا الزحام القاتل.. نزلتُ من السيارة لأتشاجر مع سائق السيارة التي أمامي لا لشيء إلا لتفريغ شحنة يومية من الغيظ والنكد.. ضابط المرور.. مخالفة! أهلاً وسهلاً!

- ماذا أفعل إن أردتُ أن أكون مثلك؟!
فاجئته بالسؤال العجيب في اليوم التالي.. تبسَّم متعجِّبًا مستفهمًا، واصلتُ:
- أريد أن أتعامل مع الأمور ببساطة كما تفعل! أريد أن أعرف كيف تتفاءل في أحلك الظروف!

تجمَّدت ابتسامته قليلاً، سكت هنيهة، ثم أخذ بيدي وجرَّني إلى النافذة بجوار مكتبه، نظر إلى سحابة في السماء، سألني:
- ماذا ترى؟

نظرتُ إلى حيث ينظر ثم نظرت إليه متعجِّبًا، يبدو أن المتفائلين هم المجانين لا المتشائمين!
- أتقصد السحاب؟!
- نعم.. على أيِّ صورة تراه؟!

نظرت إلى السحابة، وتذكَّرت أيام الطفولة عندما كنت أتخيل الصور في السحاب، وفي تقشير طلاء حائط بيت جدتي القديم، وفي نقوش سجاجيد بيتنا!

رأيت تِنينًا وحشيًا بقرنين وقد فتح فمه يخرج نارًا منه.. أخبرته.. تبسَّم ثم قال:
- ولكنني لا أرى ما رأيت! إننى أرى حصانًا أبيضَ مجنحًا جميلاً ينظر إلى الأفق مبتسمًا.
- أين هذا؟!
- هذه رأسه.. هذا جناحاه.. هذا جسده.. واضح، ألا تراه؟!

تعبتُ في محاولة تخيُّل ما ذكر، ثم انتبهت إلى أنه قد ذهب بي إلى غير ما أردتُ، هممتُ أن أسأله ولكنه بادرني وهو ينظر إلى السحاب:
- السحابة واحدة، ولكن بأي عينٍ رآها كلٌّ مِنا؟!
كل ما حولنا -مهما كان مؤلمًا- فإنك إن نظرتَ فيه فستجد فيه أبوابًا من الخير تضيء لك طريق الأمل في قلبك.

التفتُّ إليه مرهفًا سمعي، تابع قائلاً:
- أتعلم أن الله لا يخلق شرًّا محضًا أبدًا؟! فكل شرٍّ أوجده الله فمِن وراءه الخير الكثير، وربُّنا حكيم.
الفرق بيني وبينك أنني أرتدي تلك النظارة التي ترى هذا الخير، وإن لم أرهُ بها فإن بصيرة القلب تجزم بوجود هذا الخير وإن لم تعرفه.

سكتَ قليلاً، ثم التفت إليَّ مستطردًا:
- يا رفيقي.. ما مِن مصيبة أو بَليَّة في حياتنا إلا وهي تحمل في رحمها خيرات، فلتنظر إليها من هذا الجانب.. سنصبر، سنصمد، سنزرع الأمل في قلوبنا، ونسعد..

أكان يحرث قلبي بكلماته الحية، ثم يزرع فيها بذور الأمل وقلبي ساكنٌ بين يديه؟!
صامتٌ أنا.. أسمع، وهو يحرث ويزرع..

أرفع بصري إلى السماء أتجاوز به تلك الحواجز التي بنيتها بيديَّ..
تلك الحواجز الكفيلة بأن تدفن كل إشراقة أمل تبزغ في آفاق نفسي..
أرفع بصري.. أنظر إلى أعلى..
إلى السحاب أنظر.. إلى حيث أشار..
أبتسم.. وأنا أرقب حصاني المجنح!

نشر في : 6:17 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


ذباب!

ظن أنه سيتخلص عندما يكبر من تلك الذبابة البغيضة التي كانت تلتصق به في صغره في الفصل الدراسي من أول اليوم إلى آخره، وكأنها أخذت على نفسها عهدًا أن تُحطِّم أعصابه أو تخرجه عن شعوره.. وخاب ظنه؛ فقد اكتشف أن الحياة مليئة بالذباب!

ذباب!


ذباب!

ظن أنه سيتخلص عندما يكبر من تلك الذبابة البغيضة التي كانت تلتصق به في صغره في الفصل الدراسي من أول اليوم إلى آخره، وكأنها أخذت على نفسها عهدًا أن تُحطِّم أعصابه أو تخرجه عن شعوره.. وخاب ظنه؛ فقد اكتشف أن الحياة مليئة بالذباب!

نشر في : 6:12 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


ملل

عند طبيبه النفسي.. يشترط ألا يطلب منه أن يقصَّ عليه ؛ فقد ملَّ من القصِّ !

ملل


ملل

عند طبيبه النفسي.. يشترط ألا يطلب منه أن يقصَّ عليه ؛ فقد ملَّ من القصِّ !

نشر في : 6:10 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


بلسانه..

كلما ذكرت شيئًا أخذ يسب في مصر والمصريين، والعرب وبلادهم، وأرضهم وجبالهم، وطعامهم وشرابهم، وكأنه النبيل ذو الدم الأزرق يتطلع إلى العبيد الحُمْر من علٍ!
يقتلني الاشمئزاز كل مرة، وتجتاحني رغبة عارمة في إسكاته بعنف مؤلم..
أحيانًا أجدني أود أن لو شنقتُه بلسانه!

بلسانه..


بلسانه..

كلما ذكرت شيئًا أخذ يسب في مصر والمصريين، والعرب وبلادهم، وأرضهم وجبالهم، وطعامهم وشرابهم، وكأنه النبيل ذو الدم الأزرق يتطلع إلى العبيد الحُمْر من علٍ!
يقتلني الاشمئزاز كل مرة، وتجتاحني رغبة عارمة في إسكاته بعنف مؤلم..
أحيانًا أجدني أود أن لو شنقتُه بلسانه!

نشر في : 6:10 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


نفسيَّة

كتائهٍ في صحراء يبحث عن شربة ماء أخذ يتحسس ما حوله في الظلام بحثًا عن أقراص دواء الضغط! الصداع يفتك برأسه وصوت اندفاع الدم يرتفع في أذنيه كأنه طبول حرب!
وجدها أخيرًا على منضدة الطعام.. أخذ قرصًا، وبعد دقائق بدأ يشعر براحةٍ وخدرٍ في رأسه، ثم خلد إلى النوم..
استيقظ على صوت ابنه الصغير باكيًا: من أخذ قطعة الحلوى الخاصة بي؟ لقد تركتها بالأمس على منضدة الطعام هنا!

نفسيَّة


نفسيَّة

كتائهٍ في صحراء يبحث عن شربة ماء أخذ يتحسس ما حوله في الظلام بحثًا عن أقراص دواء الضغط! الصداع يفتك برأسه وصوت اندفاع الدم يرتفع في أذنيه كأنه طبول حرب!
وجدها أخيرًا على منضدة الطعام.. أخذ قرصًا، وبعد دقائق بدأ يشعر براحةٍ وخدرٍ في رأسه، ثم خلد إلى النوم..
استيقظ على صوت ابنه الصغير باكيًا: من أخذ قطعة الحلوى الخاصة بي؟ لقد تركتها بالأمس على منضدة الطعام هنا!

نشر في : 6:09 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


حمار بقرنين!



يُحكى أن حمارًا رأى ثورًا، فأعجبه قرناه، فخرج يلتمس قرنين في الغابة غافلاً عن أذنيه الكبيرتين اللتين يمتاز بهما عن الثور!

إن كثيرًا من العاملين في الحقل الدعوي قد يغفلون عما خصَّهم الله به من خصائص ومواهب يمكنهم أن يوظفوها في خدمة دين الله -تبارك وتعالى-، ثم لا يرون خدمة الدين إلا من خلال ثقب ضيق لا يُرى من خلاله سوى بعض الوسائل التي ربما لا يملكون الخصائص المؤهلة لها، 

فيخرجون ملتمسين إياها غافلين عن قدراتهم الشخصية التي قد تبلِّغهم منازل الرضا عند الله -عز وجل- إن وفقَّهم الله لاستخدامها.

ولعل من أهم أسباب هذه الآفة:
- عدم تحقق النظرة الشاملة للإسلام، ومن ثَمَّ النظرة الشاملة الواسعة للعمل لخدمة الدين.

- استحضار صورة ذهنية معينة لخدمة الدين (خطيب – مؤلف – محاضر .....)، وسببه في الأغلب: التربية القاصرة، وعدم توفر النماذج التي يُقتدى بها في المجالات المتنوعة.

- الانفتاح الدعوي الذي أعقب فترة عصيبة من الاضطهاد الأمني، وما تبعه من آفاق جديدة للدعوة، مع الرغبة الصادقة في خدمة الدين دون خطة واضحة الملامح على المستوى الشخصي للأفراد.

ولعل من أهم ما يفيد في علاج هذه الآفة:
-استيعاب مفهوم: أن كلاً ميسر لما خلق له، وأن الله وزع الإمكانات والمواهب على الخلق من ضمن توزيع الرزق على عباده.

-الاهتمام بتحديد نقاط القوة التي أنعم الله بها على المرء والتي يمكنه خدمة الدين من خلالها.

- استيعاب أن من الصحابة من تميَّز بالجهاد، ومنهم من برز في العلم، وغيرهم في العبادة، وغيرهم في الشعر، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بتوجيه كثير من أصحابه إلى نقاط قوتهم؛ فخدموا الإسلام من خلالها، فنشأ المجتمع الإسلامي متكاملاً متوازنًا.

-تحقيق التوازن بين تحقيق الحد الأدنى من سائر أعمال البر –خاصة الدعوية منها- من ناحية، والتركيز على نقاط القوة بتنميتها وتوظيفها من ناحية أخرى؛ توازنٌ بين إفراط يُشغل الفرد عن الواجبات الشرعية والواقعية، وتفريط يُهدر معه الفرد إمكاناته الشخصية.

أما إن وقع المرء أسر الغشاوة التي تحجب عنه نقاط قوته التي وهبه الله إياها مع التفاته إلى غيرها؛ فإن نقاط قوته تهرم بمرور الأيام وقد تموت مع الزمن، ويصير حاله كهذا الحمار الذي خرج إلى الغابة يبتغي قرنين، فرجع بلا أذنين!

محمد مصطفى عبد المجيد
[جريدة الفتح - عدد 61 - 21-12-2012]

حمار بقرنين!


حمار بقرنين!



يُحكى أن حمارًا رأى ثورًا، فأعجبه قرناه، فخرج يلتمس قرنين في الغابة غافلاً عن أذنيه الكبيرتين اللتين يمتاز بهما عن الثور!

إن كثيرًا من العاملين في الحقل الدعوي قد يغفلون عما خصَّهم الله به من خصائص ومواهب يمكنهم أن يوظفوها في خدمة دين الله -تبارك وتعالى-، ثم لا يرون خدمة الدين إلا من خلال ثقب ضيق لا يُرى من خلاله سوى بعض الوسائل التي ربما لا يملكون الخصائص المؤهلة لها، 

فيخرجون ملتمسين إياها غافلين عن قدراتهم الشخصية التي قد تبلِّغهم منازل الرضا عند الله -عز وجل- إن وفقَّهم الله لاستخدامها.

ولعل من أهم أسباب هذه الآفة:
- عدم تحقق النظرة الشاملة للإسلام، ومن ثَمَّ النظرة الشاملة الواسعة للعمل لخدمة الدين.

- استحضار صورة ذهنية معينة لخدمة الدين (خطيب – مؤلف – محاضر .....)، وسببه في الأغلب: التربية القاصرة، وعدم توفر النماذج التي يُقتدى بها في المجالات المتنوعة.

- الانفتاح الدعوي الذي أعقب فترة عصيبة من الاضطهاد الأمني، وما تبعه من آفاق جديدة للدعوة، مع الرغبة الصادقة في خدمة الدين دون خطة واضحة الملامح على المستوى الشخصي للأفراد.

ولعل من أهم ما يفيد في علاج هذه الآفة:
-استيعاب مفهوم: أن كلاً ميسر لما خلق له، وأن الله وزع الإمكانات والمواهب على الخلق من ضمن توزيع الرزق على عباده.

-الاهتمام بتحديد نقاط القوة التي أنعم الله بها على المرء والتي يمكنه خدمة الدين من خلالها.

- استيعاب أن من الصحابة من تميَّز بالجهاد، ومنهم من برز في العلم، وغيرهم في العبادة، وغيرهم في الشعر، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بتوجيه كثير من أصحابه إلى نقاط قوتهم؛ فخدموا الإسلام من خلالها، فنشأ المجتمع الإسلامي متكاملاً متوازنًا.

-تحقيق التوازن بين تحقيق الحد الأدنى من سائر أعمال البر –خاصة الدعوية منها- من ناحية، والتركيز على نقاط القوة بتنميتها وتوظيفها من ناحية أخرى؛ توازنٌ بين إفراط يُشغل الفرد عن الواجبات الشرعية والواقعية، وتفريط يُهدر معه الفرد إمكاناته الشخصية.

أما إن وقع المرء أسر الغشاوة التي تحجب عنه نقاط قوته التي وهبه الله إياها مع التفاته إلى غيرها؛ فإن نقاط قوته تهرم بمرور الأيام وقد تموت مع الزمن، ويصير حاله كهذا الحمار الذي خرج إلى الغابة يبتغي قرنين، فرجع بلا أذنين!

محمد مصطفى عبد المجيد
[جريدة الفتح - عدد 61 - 21-12-2012]

نشر في : 6:07 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


قطعة الفحم المتوهجة

إذا اتفقنا أن نقطة انطلاق التغيير الجذري الحقيقي هي مِن قاعدة هرم المجتمع؛ فإن مفتاح هذا التغيير أفراد متميزون مؤثِّرون يسيرون بالتغيير في قاعدة المجتمع فيؤثِّرون فيمن حولهم.

وأنت إذا أردت إشعال مجموعة قطع من الفحم فإنك تضع بينها فحمة متوهِّجة مشتعلة غاية الاشتعال، ثم تبدأ في تحريك الهواء بشدة لينتقل التوهُّج إلى سائر الفحم، أما إذا كانت القطعة غير مشتعلة أو ضعيفة التوهُّج فإنها لا تؤثر فيما حولها.

هذه القطع المشتعلة المتوهِّجة هي أوتاد التغيير، تلك الأوتاد التي لا تُعد من خلال محاضرة عابرة، أو موعظة يتيمة، أو مقالة في جريدة، أو كتاب من هنا أو من هناك؛ فكل هذه الأمور -إذا ظلَّت مستقلة بذاتها دون أن تدخل في منظومة متناسقة- لا تُحدث سوى تغييرٍ لحظيٍّ، لا يؤثر في الشخص نفسه لمدة طويلة فضلاً عن أن يجعله مؤثِّرًا في غيره، وإنما يأتي التغيير الدائم من خلال التربية الحقيقية الفعَّالة التي يعرِّفها علماء التربية بأنها: "إحداث تغيير في السلوك"، وهذا التغيير في السلوك لا يتحقق إلا إذا كان دائمًا لا وقتيًّا.

ومثال ذلك: الذي يحافظ على المرافق العامة بعد سماعه لنصيحة في المسئولية الشخصية أو موعظة فيها ترهيب من إتلاف الأموال العامة، ويصاحبه هذا السلوك لمدة يوم أو يومين، ثم يعود إلى حاله مرة أخرى لا يمكن أن يُقال عنه أنه تربَّى على الحفاظ على الأموال العامة، لأنه لم يتحقَّق فيه التغيير المطلوب في السلوك الذي يجعل الأثر دائمًا مستمرًا.

إن العملية التربوية عملية كبيرة متكاملة فيها معايشة، وتربية بالقدوة، وتعاهد مستمر، واكتشاف للطاقات، وتوجيه للسلوك، وترسيخ للقيم، وصبرٌ على هذا التقويم ضرب فيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة وهو يربِّي صحابته الكرام في الفترة المكية وفي دار الأرقم بن أبي الأرقم، فرسِّخ في قلوبهم مراقبة الله –عز وجل- واستحضار معيته.. علَّم وصحَّح وتعاهد.. يُنكر على أحدهم يسب أخاه ويقول له: (أعيَّرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية)، ويظل ملازمًا لأصحابه الكرام يتعلَّمون من لفظه وسلوكه حتى تغيرت النفوس، وتوهَّجت القلوب، فغيَّرت وجه الأرض بعون الله –عز وجل-.

ثم إن الأعمال المتفرقة كالدروس والمحاضرات والمواعظ والكتب والأنشطة العامة إذا لم تكن ضمن منظومة تربوية ذات هدف واضح يُسعَى من أجله فإن أثرها اللحظي غير كافٍ لإحداث التغيير المنشود.

إن المهمة الملقاة على عاتق المربِّين الحقيقيِّين المزكِّين للنفوس الصابرين على التغيير مهمةٌ عظيمةٌ وحملٌ ثقيلٌ وأمانة كبرى، فهم لا يعملون من أجل مستقبل فرد أو فردين أو طائفة؛ بل من أجل مستقبل الأمة بأسرها.

محمد مصطفى عبد المجيد
[جريدة الفتح - عدد 34 – 15/6/2012]

قطعة الفحم المتوهجة


قطعة الفحم المتوهجة

إذا اتفقنا أن نقطة انطلاق التغيير الجذري الحقيقي هي مِن قاعدة هرم المجتمع؛ فإن مفتاح هذا التغيير أفراد متميزون مؤثِّرون يسيرون بالتغيير في قاعدة المجتمع فيؤثِّرون فيمن حولهم.

وأنت إذا أردت إشعال مجموعة قطع من الفحم فإنك تضع بينها فحمة متوهِّجة مشتعلة غاية الاشتعال، ثم تبدأ في تحريك الهواء بشدة لينتقل التوهُّج إلى سائر الفحم، أما إذا كانت القطعة غير مشتعلة أو ضعيفة التوهُّج فإنها لا تؤثر فيما حولها.

هذه القطع المشتعلة المتوهِّجة هي أوتاد التغيير، تلك الأوتاد التي لا تُعد من خلال محاضرة عابرة، أو موعظة يتيمة، أو مقالة في جريدة، أو كتاب من هنا أو من هناك؛ فكل هذه الأمور -إذا ظلَّت مستقلة بذاتها دون أن تدخل في منظومة متناسقة- لا تُحدث سوى تغييرٍ لحظيٍّ، لا يؤثر في الشخص نفسه لمدة طويلة فضلاً عن أن يجعله مؤثِّرًا في غيره، وإنما يأتي التغيير الدائم من خلال التربية الحقيقية الفعَّالة التي يعرِّفها علماء التربية بأنها: "إحداث تغيير في السلوك"، وهذا التغيير في السلوك لا يتحقق إلا إذا كان دائمًا لا وقتيًّا.

ومثال ذلك: الذي يحافظ على المرافق العامة بعد سماعه لنصيحة في المسئولية الشخصية أو موعظة فيها ترهيب من إتلاف الأموال العامة، ويصاحبه هذا السلوك لمدة يوم أو يومين، ثم يعود إلى حاله مرة أخرى لا يمكن أن يُقال عنه أنه تربَّى على الحفاظ على الأموال العامة، لأنه لم يتحقَّق فيه التغيير المطلوب في السلوك الذي يجعل الأثر دائمًا مستمرًا.

إن العملية التربوية عملية كبيرة متكاملة فيها معايشة، وتربية بالقدوة، وتعاهد مستمر، واكتشاف للطاقات، وتوجيه للسلوك، وترسيخ للقيم، وصبرٌ على هذا التقويم ضرب فيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة وهو يربِّي صحابته الكرام في الفترة المكية وفي دار الأرقم بن أبي الأرقم، فرسِّخ في قلوبهم مراقبة الله –عز وجل- واستحضار معيته.. علَّم وصحَّح وتعاهد.. يُنكر على أحدهم يسب أخاه ويقول له: (أعيَّرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية)، ويظل ملازمًا لأصحابه الكرام يتعلَّمون من لفظه وسلوكه حتى تغيرت النفوس، وتوهَّجت القلوب، فغيَّرت وجه الأرض بعون الله –عز وجل-.

ثم إن الأعمال المتفرقة كالدروس والمحاضرات والمواعظ والكتب والأنشطة العامة إذا لم تكن ضمن منظومة تربوية ذات هدف واضح يُسعَى من أجله فإن أثرها اللحظي غير كافٍ لإحداث التغيير المنشود.

إن المهمة الملقاة على عاتق المربِّين الحقيقيِّين المزكِّين للنفوس الصابرين على التغيير مهمةٌ عظيمةٌ وحملٌ ثقيلٌ وأمانة كبرى، فهم لا يعملون من أجل مستقبل فرد أو فردين أو طائفة؛ بل من أجل مستقبل الأمة بأسرها.

محمد مصطفى عبد المجيد
[جريدة الفتح - عدد 34 – 15/6/2012]

نشر في : 6:06 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


كان يحلم

كان يحلم أن يصف الحقول والأنهار والأشجار والورود وشلالات المياه المنسابة وسط الخضرة الجميلة وصوت همسها البديع وعصافير تغرد وأطفال يلعبون على ضفاف النهر تعلو ضحكاتهم البريئة..
لكنه ولد في هذا الزمان حيث كلُ ما حولك مخضبٌ بالدماء

كان يحلم


كان يحلم

كان يحلم أن يصف الحقول والأنهار والأشجار والورود وشلالات المياه المنسابة وسط الخضرة الجميلة وصوت همسها البديع وعصافير تغرد وأطفال يلعبون على ضفاف النهر تعلو ضحكاتهم البريئة..
لكنه ولد في هذا الزمان حيث كلُ ما حولك مخضبٌ بالدماء

نشر في : 6:04 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:


قاعدة الهرم


اختلفت نظريات الحركات الإسلامية في آلية تغيير الهرم المجتمعي، فمنهم من رأى أن التغيير لا يكون إلا من قمة الهرم، ثم تنوعت وسائل هذا الفريق؛ فمنهم مَن سلك المسلك السياسي للتغيير من قمة الهرم، ومنهم مَن سلك مسلك العنف كما هو معلوم.

وتبنَّت الدعوة السلفية قاعدة التغيير من أسفل الهرم على ضوء الآية الكريمة: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وعلى ضوء سنن الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- الذي بدأ بتربية أصحابه على معاني التوحيد والإيمان، وعمل على ترسيخ العقيدة علمًا وعملاً، فكانت تلك هي نقطة البداية للتغيير الذي عمَّ الأرض بفضل الله.

وتجلَّت هذه المعاني في أدبيات عدَّة للدعوة السلفية منذ نشأتها، وافقها مَن وافقها، واعترض عليها وواجها بالرد والنقد مَن اعترض عليها، إلا أنها ظلَّت قاعدة وملمحًا واضحًا للدعوة السلفية في أربعة عقود متتالية.

ومع انفجار ثورة 25 يناير والإطاحة برأس الهرم شاركت الدعوة السلفية لتحتل جزءًا من المشهد السياسي، ومع مرور الأحداث بدت الرؤية ضبابية عند البعض: هل يمكن بالفعل أن يبدأ التغيير من قمة الهرم؟ وهل أخطأنا عندما كنا نقرِّر أن التغيير لا يأتي إلا من القاعدة؟ وهل المشاركة في المشهد السياسي تعني التنازل عن هذا المبدأ؟

دعنا أولاً نوصِّف الواقع؛ فمع الإيمان بأن تغيير الأمم لا يأتي إلا بتغيير قاعدة الهرم إلا أن ما حدث أنه أثناء العمل على تغيير القاعدة بالدعوة إلى الله وتصحيح المفاهيم والتربية على التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- أُطيح برأس الهرم، ووجد هؤلاء المؤمنون بهذه السنة الكونية في التغيير أنفسَهم على رأس الهرم، فكان لابد من المشاركة في المشهد بالمشاركة في العمل السياسي.

ولكن: هل تغيَّرت نظرية التغيير من قاعدة الهرم؟ لا شك أن البعض ربما غفل عن نظرية التغيير مع تلاحق الأحداث، وربما قد راوده الشك في صحتها، إلا أن الأحداث تثبت أن التغيير الحقيقي لا يأتي إلا من أسفل، وإلا فلا تتعجب أن يذهب الناس إلى جلاديهم مرة أخرى إذا ما أُتيح لهم الاختيار، بل ربما إذا جاء مَن يحكم فيهم بالعدل والشرع اعترضوا عليه وثاروا؛ لأن النفوس هي هي لم تتغير.

إن سريان التغيير من قمة الهرم إلى قاعدته ضعيف التأثير في تغيير النفس الإنسانية التي هي وحدة بناء المجتمع، وإن كان لازمًا بعد أن وجدنا أنفسنا بأعلاه، ولأنه لا ينبغي أن تُترك فرصة أُتيحت للتغيير من أعلى ولو كان ذاك التغيير جزئيًا، لكن يجب التسليم بأن التغيير الحقيقي إنما يحدث بالتربية والدعوة وتصحيح المفاهيم من القاعدة، والتي يسري منها التغيير إلى أعلاه إذا ما أخلصنا لله واستعنَّا به -سبحانه وتعالى-.

فحتى نضع الأمور في نصابها:
- على كل المخلصين المؤمنين بأن لهم دورًا وأن عليهم عبئًا في إنقاذ هذه الأمة أن ينتبهوا إلى أن مهمتهم الأساسية هي تغيير الناس ودعوتهم إلى الله حتى يغيِّر الله ما بنا.

- العمل السياسي بابٌ من الأبواب، جزى الله مَن سعى فيه ليسد هذا العجز وليمثِّل أحد الحصون التي تحمي جنود معركة التغيير من القاعدة. تنفر إليه طائفة من الناس، لكن لا ينفر إليه الجميع.

- على الدعاة والمربين أن يستشعروا حجم مسئوليتهم، وأن تغيير النفوس الذي نعقد عليه الآمال هو أمانة في أعناقهم، فعليهم ألا يتولوا عنها، (وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).

محمد مصطفى عبد المجيد
[جريدة الفتح - عدد 32 – 1/6/2012]

قاعدة الهرم


قاعدة الهرم


اختلفت نظريات الحركات الإسلامية في آلية تغيير الهرم المجتمعي، فمنهم من رأى أن التغيير لا يكون إلا من قمة الهرم، ثم تنوعت وسائل هذا الفريق؛ فمنهم مَن سلك المسلك السياسي للتغيير من قمة الهرم، ومنهم مَن سلك مسلك العنف كما هو معلوم.

وتبنَّت الدعوة السلفية قاعدة التغيير من أسفل الهرم على ضوء الآية الكريمة: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وعلى ضوء سنن الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- الذي بدأ بتربية أصحابه على معاني التوحيد والإيمان، وعمل على ترسيخ العقيدة علمًا وعملاً، فكانت تلك هي نقطة البداية للتغيير الذي عمَّ الأرض بفضل الله.

وتجلَّت هذه المعاني في أدبيات عدَّة للدعوة السلفية منذ نشأتها، وافقها مَن وافقها، واعترض عليها وواجها بالرد والنقد مَن اعترض عليها، إلا أنها ظلَّت قاعدة وملمحًا واضحًا للدعوة السلفية في أربعة عقود متتالية.

ومع انفجار ثورة 25 يناير والإطاحة برأس الهرم شاركت الدعوة السلفية لتحتل جزءًا من المشهد السياسي، ومع مرور الأحداث بدت الرؤية ضبابية عند البعض: هل يمكن بالفعل أن يبدأ التغيير من قمة الهرم؟ وهل أخطأنا عندما كنا نقرِّر أن التغيير لا يأتي إلا من القاعدة؟ وهل المشاركة في المشهد السياسي تعني التنازل عن هذا المبدأ؟

دعنا أولاً نوصِّف الواقع؛ فمع الإيمان بأن تغيير الأمم لا يأتي إلا بتغيير قاعدة الهرم إلا أن ما حدث أنه أثناء العمل على تغيير القاعدة بالدعوة إلى الله وتصحيح المفاهيم والتربية على التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- أُطيح برأس الهرم، ووجد هؤلاء المؤمنون بهذه السنة الكونية في التغيير أنفسَهم على رأس الهرم، فكان لابد من المشاركة في المشهد بالمشاركة في العمل السياسي.

ولكن: هل تغيَّرت نظرية التغيير من قاعدة الهرم؟ لا شك أن البعض ربما غفل عن نظرية التغيير مع تلاحق الأحداث، وربما قد راوده الشك في صحتها، إلا أن الأحداث تثبت أن التغيير الحقيقي لا يأتي إلا من أسفل، وإلا فلا تتعجب أن يذهب الناس إلى جلاديهم مرة أخرى إذا ما أُتيح لهم الاختيار، بل ربما إذا جاء مَن يحكم فيهم بالعدل والشرع اعترضوا عليه وثاروا؛ لأن النفوس هي هي لم تتغير.

إن سريان التغيير من قمة الهرم إلى قاعدته ضعيف التأثير في تغيير النفس الإنسانية التي هي وحدة بناء المجتمع، وإن كان لازمًا بعد أن وجدنا أنفسنا بأعلاه، ولأنه لا ينبغي أن تُترك فرصة أُتيحت للتغيير من أعلى ولو كان ذاك التغيير جزئيًا، لكن يجب التسليم بأن التغيير الحقيقي إنما يحدث بالتربية والدعوة وتصحيح المفاهيم من القاعدة، والتي يسري منها التغيير إلى أعلاه إذا ما أخلصنا لله واستعنَّا به -سبحانه وتعالى-.

فحتى نضع الأمور في نصابها:
- على كل المخلصين المؤمنين بأن لهم دورًا وأن عليهم عبئًا في إنقاذ هذه الأمة أن ينتبهوا إلى أن مهمتهم الأساسية هي تغيير الناس ودعوتهم إلى الله حتى يغيِّر الله ما بنا.

- العمل السياسي بابٌ من الأبواب، جزى الله مَن سعى فيه ليسد هذا العجز وليمثِّل أحد الحصون التي تحمي جنود معركة التغيير من القاعدة. تنفر إليه طائفة من الناس، لكن لا ينفر إليه الجميع.

- على الدعاة والمربين أن يستشعروا حجم مسئوليتهم، وأن تغيير النفوس الذي نعقد عليه الآمال هو أمانة في أعناقهم، فعليهم ألا يتولوا عنها، (وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).

محمد مصطفى عبد المجيد
[جريدة الفتح - عدد 32 – 1/6/2012]

نشر في : 6:04 م |  من طرف Unknown

0 التعليقات:

Blog Archive

back to top